الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

الملك لا ينسى رعيته

الملك  لا ينسى رعيته



الرزق من الرزاق 
روي أن سيدنا سليمان بن داود - عليهما السلام - :
جلس يوماً في ساحل البحر فرأى نملة في فمها حبة حنطة تذهب إلى البحر فلما بلغت إليه خرجت من الماء سلحفاة و فتحت فمها فدخلت فيه النملة و دخلت السلحفاة الماء وغاصت فيه.
فتعجب سليمان من ذلك ! وغرق في بحر من التفكر حتى خرجت السلحفاة من البحر بعد مدة و فتحت فمها و خرجت النملة من فمها ولم تكن الحنطة معها فطلبها سليمان و سألها عن ذلك .
فقالت :يا نبي الله إن في قعر هذا البحر حجرًاً مجوفًا وفيه دودة عمياء خلقها الله – تعالى - فيه وأمرني بإيصال رزقها وأمر السلحفاة بأن تأخذني وتحملني في فمها إلى أن تبلغني إلى ثقب الحجر فإذا بلغته تفتح فمها فأخرج منه و أدخل الحجر حتى أوصل إليها رزقها ثم أرجع فأدخل في فمها فتوصلني إلى البر.
فقال سيدنا سليمان : سمعت عنها تسبيحًا قط ؟!
قالت: نعم تقول يا منْ لا ينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة سبحان الرزاق.
إخواني:
الرزق بيد الله – جل في علاه – فعلينا أن نتحلى بالصبر والقناعة فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" أيها الناس ! ليس من شيء يقربكم إلى الجنة ويباعدكم من النار إلا قد أمرتكم به ، وليس شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه ، وإن الروح الأمين - وفي رواية : وإن الروح القدس - نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها ، ألا فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا يُدرك ما عند الله إلا بطاعته " .


مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح             كتاب الآداب: باب التوكل والصبر. والبيهقي في ( شعب الإيمان ) إلا أنه لم يذكر ( وإن روح القدس ) .

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

من طرائف جحا

من طرائف جحا




ذات يوم كان جحا يتسوق فجاء رجل من الخلف وضربه كفا على خده فالتفت إليه جحا وأراد أن يتعارك معه ولكن الرجل اعتذر بشدة
قائلا: إني آسف يا سيدي فقد ظننتك فلانا.
فلم يقبل جحا هذا العذر وأصر على محاكمته ,ولما علا الصياح بينهما اقترح الناس أن يذهبا إلى القاضي ليحكم بينهما ،
فذهبا إلى القاضي ، وصادف أن ذلك القاضي يكون قريبا للجاني
ولما سمع القاضي القصة ,غمز لقريبه بعينه ( يعني لا تقلق فسأخلصك من هذه الورطة ).
ثم أصدر القاضي حكمه بأن يدفع الرجل لجحا مبلغ عشرين دينارا عقوبة على ضربه .
فقال الرجل : ولكن يا سيدي القاضي ليس معي شيئا الآن فقال القاضي وهو يغمز له: أذهب واحضرها حالا وسينتظرك جحا عندي حتى تحضرها.
فذهب الرجل وجلس جحا في مجلس القاضي ينتظر غريمه يحضر المال ,ولكن طال الانتظار ومرت الساعات ولم يحضر الرجل.
ففهم جحا الخدعة خصوصا أنه كان يبحث عن تفسيرا لإحدى الغمزات التي وجهها القاضي لغريمه .
فماذا فعل جحا؟! قام وتوجه إلى القاضي وصفعه على خده صفعة طارت منها عمامته وقال له : إذا أحضر غريمي الـعشرين دينارا فخذها لك حلالا طيبا ، وانصرف جحا .



الأحد، 27 أكتوبر 2013

حوار بين مالك الأرواح وقابض الأرواح

حوار بين مالك الأرواح وقابض الأرواح




قال الله – سبحانه وتعالى -  لملك الموت، وهو – سبحانه – يعلم ما يجري في سريرة كل نفس.
الم تبكى مره وأنت تقبض روح بني أدم؟!
فأجاب ملك الموت رب العزة – جل وعلا -  ضحكت مرة، وبكيت مرة ، وفزعت مرة !!
فقال الله – سبحانه وتعالى - : وما الذي أضحكك ?!
فقال : كنت استعد لأقبض رجل وجدته يقول لصانع أحذية أتقن صنع الحذاء ليكفى من اللبس سنة . فضحكت وقبضته قبل أن يلبسه .
فقال له الله – جل جلاله - : وما أبكاك ?!
فقال : بكيت عندما أمرتني أن اقبض روح امرأة وذهبت إليها وهى في صحراء جرداء وكانت تضع مولودها . فانتظرت حتى وضعت طفلها في الصحراء الجرداء وقبضتها وأنا ابكي لصراخ طفلها وحيدا دون أن يدرى به أحد .
فقال له الله – تبارك وتعالى - : وما الذي أفزعك ?!
فقال : فزعت عندما أمرتني أن اقبض روح رجل عالما من علمائك وجدت نور يخرج من غرفته كلما اقتربت من غرفته فج النور ليُرجعني وفزعت من نوره وأنا اقبضه .
فقال له الله – الذي لا يغفل ولا ينام - : أتدرى منْ هو الرجل ?!
انه ذاك الطفل الذي قبضت أمه وتركته في الصحراء تكفلت به ولم اتركه لأحد .

سبحانك ربي يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرّج همي ويسرّ أمري و أرحم ضعفي و قلة حيلتي وارزقني من حيث لا أحتسب يارب العالمين.

السبت، 26 أكتوبر 2013

أكرم الأكرمين

أكرم الأكرمين



جاء صبى يسأل سيدنا موسى أن يُغنيه الله... فسأله موسى: هل تريد أن يُغنيك الله... في أول ثلاثين عاما من عمرك... أم في الـثلاثين عاما الأخيرة...؟
فاحتار الصبي وأخذ يُفكر و يفاضل بين الاختيارين ثم استقر اختياره على أن يكون الغنى في أول ثلاثين عاما من عمره، و كان سبب اختياره أنه أراد أن يُسعد بالمال في شبابه.. كما أنه لا يضمن أن يعيش إلى الـستين من العمر، ولكنه نسي ما تحمله الشيخوخة من ضعف وهزال ومرض.
فدعي موسى ربه فاستجاب على أن يغنيه في أول ثلاثين عاما من عمره.....
واغتنى الصبي وأصبح فاحش الثراء....
و صب الله عليه من الرزق الوفير وصار الصبي رجلا.. وكان يفتح أبواب الرزق لغيره من الناس...
فكان يساعد الناس ليس فقط بالمال ، بل كان يساعدهم في إنشاء تجارتهم..
وصناعاتهم وزراعاتهم..
و يزوج الغير قادرين و يعطي الأيتام والمحتاجين.. و تمر الـثلاثون عاما الأولى وتبدأ الـثلاثون عاما الأخيرة.. و ينتظر موسى الأحداث؟!

و تمر الأعوام.. و الحال هو الحال !!و لم تتغير أحوال الرجل.... بل ازداد غنى على غناه فاتجه موسى إلى الله يسأله بأن الأعوام الثلاثين الأولى قد انقضت... فأجابه الله : وجدت عبدي يفتح أبواب رزقي لعبادي... فاستحيت أن أقفل باب رزقي إليه...

الخميس، 24 أكتوبر 2013

التجارة مع الله

التجارة مع الله




لما هاجر المسلمون إلى المدينة مع الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - ، كانوا يشعرون بالضيق من الماء التي يشربونها كونهم تعودوا على شرب ماء زمزم في مكة المكرمة، فجاءوا إلى الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - واخبروه بضيقهم و أن هناك بئراً تسمى بئر رومة في المدينة طعمه يشبه إلى حد كبير طعم ماء زمزم.
إلا أن هذه البئر يملكها يهودي وهو يبيع الماء بيعاً ولو كان مقدار كف اليد، فأرسل الرسول الحبيب – صلى الله عليه وسلم - إلى هذا اليهودي وأخبره أن يبيع البئر للمسلمين مقابل أن يكون له عيناً في الجنة، إلا أن اليهودي رفض واخبرهم أنه يريد المال.
فلما سمع سيدنا عثمان القصة ذهب إلى اليهودي وأخبره أنه يريد أن يشتري منه البئر فيكون يوماً للمسلمين ويوماً لليهودي يبيع منه، فوافق .
فأصبح الناس يشربون جميعاً في يوم سيدنا عثمان ولا يذهبون للبئر في يوم اليهودي، فشعر هذا اليهودي بالخسارة وذهب إلى سيدنا عثمان وقال له أتشتري البئر فوافق سيدنا عثمان واشتراه مقابل ٢٠ ألف درهم وأوقفه لله تعالى يشرب منه المسلمين .
بعد فترة جاءه أحد الصحابة وعرض على سيدنا عثمان أن يشتري منه البئر بضعفي سعره فقال سيدنا عثمان عُرض علي أكثر ، فقال أعطيك ثلاثة أضعاف فقال سيدنا عثمان عُرض علي أكثر حتى وصل إلى تسعة أضعاف فرفض سيدنا عثمان.
فاستغرب الصحابي وسأله منْ هذا الذي أعطاك أكثر مني ، فقال سيدنا عثمان الله أعطاني الحسنة بعشرة أمثالها.
بعد أن أوقف سيدنا عثمان البئر للمسلمين وبعد فترة من الزمن أصبحت النخيل تنمو حول هذه البئر، فاعتنت به الدولة العثمانية حتى كبُر، وبعدها جاءت الدولة السعودية واعتنت به أيضا حتى وصل عدد النخيل ما يقارب ١٥٥٠ نخلة،فأصبحت الدولة ممثلة بوزارة الزراعة تبيع التمر بالأسواق وما يأتي منه من إيراد يوزع نصفه على الأيتام والمساكين والنصف الأخر يوضع في حساب خاص في البنك لسيدنا عثمان بن عفان تديره وزارة الأوقاف .

وهكذا حتى أصبح يوجد بالبنك ما يكفي من أموال لشراء قطعة أرض في المنطقة المركزية المجاورة للحرم النبوي، بعد ذلك تم الشروع ببناء عمارة فندقية كبيرة من هذا الإيراد أيضاً،والبناء في مراحله النهائية وسوف يتم تأجيره لشركة فندقية من فئة الخمس نجوم ومن المتوقع أن تأتي بإيراد سنوي يقارب ٥٠ مليون ريال سعودي، نصفها للأيتام والمساكين ونصفها في حساب سيدنا عثمان - رضي الله عنه - في البنك، والأرض مسجلة رسميا بالبلدية باسم عثمان بن عفان فعلا التجارة مع الله دائماً رابحة، فلقد مات سيدنا عثمان، ولكن مازال عائد تجارته مع الله قائما.

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

الراعي والرعية والبطانة



الراعي والرعية والبطانة



يحكي أن ابن احد الملوك كان خارج مع معلمة العجوز يمشيان بين الحقول ليستفسر منه الأمير عن أسرار الطبيعة
ويتعلم سر قوة الوحوش بالغابة، وأثناء ذلك شاهد الأمير حذاء قديماً تحت احد الأشجار.
فسأل معلمه: فقال له انه لرجل فقير يعمل في احد الحقول القريبة للملكة وسينهي عمله بعد قليل.
التفت الأمير إلى معلمة.
وقال : هيا بنا نمازح هذا العامل بأن نقوم بتخبئة حذاءه ،ونختبئ وراء الشجيرات وعندما يأتي ليلبسه وسيجده مفقوداً ونرى دهشته وحيرته،وماذا سيفعل؟! اعتقد سوف نجد الكثير من المرح
فأجابه المعلم الجليل : يا مولاي يجب أن لا نسلي أنفسنا على حساب الفقراء ، ولكن أنت غني ويمكن أن تجلب لنفسك مزيداً من السعادة والتي تعني شيئا لذلك الفقير بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذاءه ونختبئ نحن ونشاهد مدى تأثير ذلك عليه.
أعجب الأمير بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك العامل ثم اختبأ هو ومعلمه خلف الشجيرات ليريا ردة فعل ذلك العامل الفقير. وبالفعل بعد دقائق معدودة جاء العامل الفقير رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعة وقد أنهكه التعب ليأخذ حذاءه .
تفاجأ العامل الفقير عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا بداخل الحذاء وعندما أراد إخراج ذلك الشيء وجده نقودا وقام بفعل نفس الشيء عندما لبس حذاءه الأخر ووجد نقودا فيه، نظر ملياً إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم.
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحدا حوله، وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يخاطب ربه : أشكرك يا رب، علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز ، لقد أنقذتني وأولادي من الهلاك واستمر
يبكي طويلا ناظراً إلى السماء شاكراً لهذه المنحة من الله تعالى.
تأثر الأمير كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع، عندها 
قال الشيخ الجليل : ألست الآن أكثر سعادة يا مولاي من لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء؟.
أيها الأمير إن في هذه ألمملكه فقراء كثيرين قد يجعلك الله سبب لهم فتذكر دائما أن السعادة تكون دائما في أن تكون عون الناس فمن كان في عون الناس كان الله في عونه يوم القيامة