الأحد، 30 يونيو 2013

تحريم لحم الخنزير ... لماذا؟!


تحريم لحم الخنزير ... لماذا؟!




قال تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام:145]
يتسبب أكل لحم الخنزير بأضرار كثيرة متنوعة , منها
أولا: أضرار صحية
وهي كثيرة , سنأتي على أهمها :
(أ) تسببه بالديدان وأهمها :
- الديدان الشريطية ومن ثمارها : الصرع , الشلل العضوي , الدُّوار , نفايات سامَّة في الدَّم , الموت .
- الديدان الشوكية الرأس .
- الديدان الخيطية .
(ب) إنه مستودع الجراثيم الضارة : فيسبب أمراضا طفيلية وبكتيرية وفيروسية وجرثومية
(ج التهاب المفاصل لما في لحمه من كبريت .
(د) ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وذلك لما ينتج من كولسترول من بعد تحلل لحم الخنزير في البدن , فالكولسترول في لحم الخنزير عشرة أضعاف ما في لحم البقر لقطعتين متماثلتين .
ثانيا: أضرار خُلُقِيَّة
فالغذاء كما يقول الرازي - يصير جزءاً من جوهر المغتذي , وبما ان الخنزير ذو طباع رديئة يجعل حتى آكليه ومريبه يعتبرون النعت به - على اختلاف لغاتهم - يعدُّ سُبَّةً لا يقذفون بها إلا كل ذميم , فإن أكل لحمه يورث آكليه صفاته السيئة ,فالخنزير تجتمع فيه صفات سبعية وبهمية , شرس الطباع وشديد الجماع تكتنف حياته الجنسية الفوضى .
ويأكل كل شيء حتى القمامة والجرذ والفأرة , وجيف أقرانه وحتى فضلاته .
قال ابن خلدون :
أكلت العرب الإبل فاكتسبوا الغلظة , وأكل الترك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة , وأكل الفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة .!
وعلى كل فإن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضا وبائيا ينتقل منها سبعة وخمسون إلى الإنسان .
" وهذا ما جعل العالم " كرول " يقول : " إن الحظر المفروض على المسلمين بعدم ملامسة الخنازير , ليس بحاجة إلى تبرير .
فسبحان من أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين :)





المصدر :
" موسوعة الإعجاز العلمي ليوسف الحاج أحمد ص 620
" آيات الإعجاز العلمي لعبدالرحمن صبي الدين ص 275
" تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبدالجبار ( 363/2)
منقول كتاب " لماذا نحن مسلمون ل د. خالد سليم عبدالفتاح

الجمعة، 28 يونيو 2013

الزوج والزوجة والأم



الزوج والزوجة والأم




كان هناك عرب يسكنون الصحراء طلبا للمرعى لمواشيهم ، ومن عادة العرب التنقل من مكان الى مكان حسب ما يوجد العشب والكلأ والماء ، وكان من بين هؤلاء العرب رجل له أم كبيرة في السن وهو وحيدها ، وهذه الأم تفقد ذاكرتها في أغلب الأوقات نظرا لكبر سنها ، فكانت تهذي بولدها فلا تريده يفارقها ، وكان هذارتها ( تخريفها ) يضايق ولدها منها ومن تصرفها معه ، وأنه يحط من قدره عند قومه ! هكذا كان نظره القاصر .
وفي أحد الأيام أراد عربه ان يرحلوا لمكان آخر ، فقال لزوجته ( وياللخسران) : اذا شدينا غدا للرحيل ، اتركي امي بمكانها واتركي عندها زادا وماءا حتى يأتي من يأخذها ويخلصنا منها أو تموت !!
فقالت زوجته : أبشر سوف انفذ اوامرك .
شد العرب من الغد ومن بينهم هذا الرجل ..
تركت الزوجة ام زوجها بمكانها كما أراد زوجها ، ولكنها فعلت أمرا عجبا ، لقد تركت ولدهما معها مع الزاد والماء ،( وكان لهما طفل في السنة الأولى من عمره وهو بكرهما وكان والده يحبه حبا عظيما ، فإذا استراح في الشق طلبه من زوجته ليلاعبه ويداعبه ) .
سار العرب وفي منتصف النهار نزلوا يرتاحون وترتاح مواشيهم للأكل والرعي ، حيث إنهم من طلوع الشمس وهم يسيرون .
جلس كل مع اسرته ومواشيه ، فطلب هذا الرجل ابنه كالعادة ليتسلى معه .
فقالت زوجته : تركته مع امك ، لانريده .
قال : ماذا ؟ وهو يصيح بها !
قالت : لأنه سوف يرميك بالصحراء كما رميت امك .
فنزلت هذه الكلمة عليه كالصاعقة ، فلم يرد على زوجته بكلمة واحدة لآنه رأى أنه أخطأ فيما فعل مع امه .
أسرج فرسه وعاد لمكانهم مسرعا عساه يدرك ولده وأمه قبل أن تفترسهما السباع ، لأن من عادة السباع والوحوش الكاسرة إذا شدت العربان عن منازلها تخلفهم في أمكنتهم فتجد بقايا أطعمة وجيف مواش نافقة فتأكلها

وصل الرجل الى المكان وإذا أمه ضامة ولده الى صدرها مخرجة رأسه للتنفس ، وحولها الذئاب تدور تريد الولد لتأكله ، والأم ترميها بالحجارة ، وتقول لها : اخزي ( ابعدي ) هذا ولد فلان .
وعندما رأى الرجل ما يجري لأمه مع الذئاب قتل عددا منها ببندقيته وهرب الباقي ،حمل أمه وولده بعدما قبل رأس امه عدة قبلات وهو يبكي ندما على فعلته ، وعاد بها الى قومه ، فصار من بعدها بارا بأمه لا تفارق عينه عينها .
وزاد غلاء الزوجة عند زوجها
وصار اذا شدت العرب لمكان آخر يكون اول ما يحمل على الجمل امه ويسير خلفها على فرس

الأربعاء، 26 يونيو 2013

التوبة الصادقة سبيل النجاة


التوبة الصادقة سبيل النجاة



دينار العيار
حكي ان هناك رجلا يدعى: دينار العيار ..وكان له والدة صالحة تعظه وهو لا يتعظ ... فمر في بعض الأيام في مقبرة فأخذ منها عظما فتفتت في يده ففكر في نفسه وقال:
ويحك يادينار كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتا .. والجسم ترابا ..فندم على التفريط وعزم على التوبة
ورفع رأسه الى السماء وقال :
الهي وسيــدي ألقيت إاليك مقاليد امري فاقبلني وارحمني ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب
فقال : يا أماه مايُصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيــده؟ 
قالت : يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه...
قال: أريد جبة من صوف وأقراص من شعير وغليني وافعلي بي كما يفعل بالعبد الآبق لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني ..
ففعلت به كما أراد فإذا جن عليه الليل أخذ بالبكاء والعويل.. ويقول لنفسه: ويحك يادينار ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار ولايزال كذلك إلى الصباح ...
فقالت له امه : يابني أرفق بنفسك .. 
فقال : دعيني أتعب قليلاً .. لعلي استـريح طويلا .. إن لدي غداً موقفاً طويلاً بين يدي رب جليل .. ولا يدري أيؤمر بي الى ظل ظليل أو إلى شر مقيل...
قالت : يابني خذ لنفسك راحة ..
قال : أماه لست الى الراحة أطلب كأنك ياأماه غدا بالخلائق يساقون الى الجنة وأنا أساق الى النار مع أهلها .. فتركته وماهو عليه .. فأخذ في البكاء والعبادة ،وقراءة القرآن .. فقرأ في بعض الليالي { فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون } ففكر فيها وجعل يبكي حتى غشي عليه ...
فجاءت امه اليه فنادته فلم يجبها ..فقالت له: ياحبيبي وقرة عيني أين الملتقى 
فقال بصوت ضعيف :ياأماه ان لم تجديني في عرصات القيامة فاسألي مالكا خازن النار عني.. ثم شهق فمات رحمه الله تعالى ..
فغسلته أمه فجهزته ....وخرجت تنادي: أيها الناس هلموا الى صلاة على قتيل النار فجاء الناس من كل جانب.. فلم ير أكثر جمعا ولا أغرز دمعا من ذلك اليوم ...فلما دفنوه نام بعض أصدقائه تلك الليله فرآه يتبختر في الجنه وعليه حلة خضراء وهو يقرأ [ فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ] ويقول : وعزته وجلاله سألني ورحمني وغفر لي.. وتجاوز عني ..ألآ اخبروا والدتي عني بذلك(1)  
(1) المستطرف من كل فن مستظرف

الأحد، 23 يونيو 2013

فضل ابن العاص على أقباط مصر




فضل ابن العاص على أقباط مصر



 يقول الدكتور محمد عمارة :

يعقوب نخلة روفيلة (1847 - 1905م) كاتب قبطي، كتب كتابًا عنوانه "تاريخ الأمة القبطية"، ولقد أحسنت مؤسسة مارمرقس لدراسة التاريخ عندما أعادت طبع هذا الكتاب سنة 2000م بمقدمة للدكتور جودت جبرة.

وفي هذا الكتاب يشهد هذا الكاتب القبطي للفتح الإسلامي الذي حرر مصر من الاستعمار الروماني الذي دام عشرة قرون، وحرر ضمائر أهل مصر من الاضطهاد الديني الذي لا يزال تضرب بقسوته الأمثال.. يشهد يعقوب نخلة روفيلة على هذه الحقيقة التاريخية، ويقدم الوقائع التي يجب أن تأخذ طريقها إلى عقولنا وقلوبنا جميعًا، فيقول: "ولما ثبت قدم العرب في مصر, شرع عمرو بن العاص في تطمين خواطر الأهلين واستمالة قلوبهم إليه, واكتساب ثقتهم به, وتقريب سراة القوم وعقلائهم منه, وإجابة طلباتهم.

 حصن بابليون..
وأول شيء فعله من هذا القبيل: استدعاء "بنيامين" البطرك الذي اختفى من أيام هرقل ملك الروم, فكتب أمانًا وأرسله إلى جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور, ولا خوف عليه ولا تثريب, ولما حضر وذهب لمقابلته ليشكره على هذا الصنيع, أكرمه وأظهر له الولاء, وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته, وعزل البطريرك الذي كان أقامه هرقل, ورُدَّ "بنيامين" إلى مركزه الأصلي معززًا مكرمًا.
وكان "بنيامين" موصوفًا بالعقل والمعرفة والحكمة, حتى سمّاه بعضهم "بالحكيم".. وقيل: إن عمرًا لما تحقق ذلك منه, قرّبه إليه, وصار يدعوه في بعض الأوقات ويستشيره في الأحوال المهمة المتعلقة بالبلاد وخيرها, وقد حسب الأقباط هذا الالتفات منّة عظيمة وفضلاً جليلاً لعمرو.
قلعة القاهره بناها مهندسين أقباط..
واستعان عمرو في تنظيم البلاد بفضلاء القبط وعقلائهم على تنظيم حكومة عادلة تضمن راحة الأهالي, فقسم البلاد إلى أقسام يرأس كلاًّ منها حاكم قبطي ينظر في قضايا الناس ويحكم بينهم, ورتب مجالس ابتدائية واستئنافية مؤلفة من أعضاء ذوي نزاهة واستقامة, وعين نوابًا من القبط ومنحهم حق التداخل في القضايا المختصة بالأقباط والحكم فيها بمقتضى شرائعهم الدينية والأهلية, وكانوا بذلك في نوع من الحرية والاستقلال المدني, وهي ميزة كانوا قد جُرِّدوا منها في أيام الدولة الرومانية..
وضرب عمرو بن العاص الخراج على البلاد بطريقة عادلة، وجعله على أقساط, في آجالٍ معينة؛ حتى لا يتضايق أهل البلاد.
لانبا كيرلس الرابع لعب دور دبلوماسى بين مصر و الحبشه..
وبالجملة, فإن القبط نالوا في أيام عمرو بن العاص راحة لم يروها من أزمان".
هكذا شهد هذا الكاتب القبطي على أن الفتح الإسلامي قد مثَّل بالنسبة للشعب:
- تحريرًا للأرض والوطن من استعمار ضربهم عشرة قرون من الإسكندر الأكبر (350 - 324 ق.م) في القرن الرابع قبل الميلاد، وحتى هرقل في القرن السابع الميلادي.
- تحريرًا للنصرانية المصرية من الاضطهاد الروماني الذي اعتبرها هرطقة، وحظر عليها الشرعية والعلنية وأغلق كنائسها وأديرتها، وطارد البطرك الوطني "بنيامين" ثلاثة عشر عامًا حتى جاء الفتح الإسلامي.. فأمّن البطرك الوطني، وحرّر الكنائس والأديرة المصرية من الاغتصاب الروماني، وردَّها إلى أهلها نصارى مصر.
- كما أشرك هذا الفتح الإسلامي أهل مصر في إدارة البلاد وحكمها، لأول مرة منذ قرون.. فتحققت لهم بعبارة يعقوب نخلة روفيلة: "حرية الاستقلال المدني التي جُرِّدوا منها في أيام الدولة الرومانية".
- كما جعل الفتح الإسلامي قضاء البلاد من أهلها "بمقتضى شرائعهم الدينية والأهلية"، بعد أن كان القضاء رومانيًّا.
- ولأول مرة يسود العدل في الضرائب، فتربط بوفاء النيل وإنتاج الأرض، وتوزع على أقساط؛ "حتى لا يتضايق أهل البلاد"!!
إنها شهادة جديرة بأن تتخذ مكانها في العقول والقلوب. فهكذا كان يُعامل سلفنا الصالح إخواننا و أهلنا من النصارى معاملة تنطوي على الكثير من مظاهر الود والتسامح الاحترام لذا عاشوا جميعا حياة لا فرق فيها بين المسلم والنصراني على حد قول اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني سوى أن الأول يدخل مسجد، بينما الثاني يدخل كنيسة حيث كان شعار وحدة الهلال مع الصليب.
اما اليوم فيُحرم البعض منا تهنئة أخينا النصراني بعيده ثم نشدق بأننا حماة الإسلام والمنافحين عنه فعن أي إسلام تتحدثون؟!

الخميس، 20 يونيو 2013

العز في طاعة الله والذل في معصيته

العز في طاعة الله والذل في معصيته




العز في طاعة الله والذل في معصيته
بينما كانت ابنة "هولاكو"- قائد التتار- تتجول فى شوارع بغداد رأت حشداً غفيرا من الناس يجتمعون بمجلس أحد العلماء، فسألت متعجبة: ما هذا؟!
فأخبروها أنه رجل من علماء الدين الذين يلتف الناس حولهم، فأمرت أن يأتوها به مربوط الرجلين واليدين بعمامته وحافي القدمين.. ففعلوا ووضعوه أمامها..
سألته: أنت رجل الدين؟!
فقال: نعم
قالت: إن الله يحبنا ولا يحبكم؛ فقد نصرنا عليكم ولم ينصركم علينا، وقد علمت أن الله تعالى قال: "والله يؤيد بنصره من يشاء"!
فلم يجب العالم وأشترط لأن يرد على كلامها أن يفكوا قيده وأن يجلس على كرسي مثلها، فوافقت على شرطه وأعادت عليه الكلام..
فقال لها: أتعرفين راعى الغنم؟!
قالت: كلنا يعرفه.
فقال: أليس ما عنده غنم؟!
قالت: بلى
قال: ألا يوجد بين رعيته بعضاً من الكلاب؟!
قالت: بلى
قال: وما عمل الكلاب؟!
قالت: تحرس له غنمه وتعيد له الغنم الشاردة حتى ولو أصابتها بجروح إذا امتنعت وأبت..!
قال لها: إنما مثلنا ومثلكم كذلك، فالله تعالى هو الراعي ونحن الغنم وأنتم الكلاب، فلما شردنا عن أوامر ربنا سلط الله تعالى الكلاب علينا ليردونا إليه مرة أخرى!!
الحملات المغولية على بلاد الشام استمرت لأكثر من مئتي سنة، حتى ظن الناس أن المغول هم يأجوج ومأجوج وأنها إرهاصات القيامة، مرت سنوات حتى استوعبوا أن أبراج الرؤوس المقطوعة عند مداخل المدن الكبرى ليست مؤشرا على نهاية العالم
إخواني
لا عز إلا عز الطاعة، ولا ذل إلا ذل المعصية، فنحن نبعد عن نصر الله لنا بمقدار بُعدنا عن طاعة الله.
تمثال السـفاح جنكيز خان عليه لعائن الله فى اولان باتور عاصمة منغـوليا
هولاكو بجانب زوجته النصرانية طقز خاتون
جيش هولاكو محاصراً بغداد عام 1258م
مخطوطة تصور حصار المغول لـ بغداد عام 1258 ميلادية قبل إقتحامها.
قتلوا النساء والرجال والأطفال
رسم لـ هولاكو على (اليسار) يسجن الخليفة المستعصم بالله بين كنوزه وتجويعة إلى الموت.

الاثنين، 17 يونيو 2013

الغريب

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                 الغريب








·       ليس الغريبُ غريب الشام واليمن                        
      إن الغريب غريب اللحــــــد والكفن
·       إن الغريب له حـــــــــــــقُ لغربته                       
      على المقيمين في الأوطان والسكن
·       لا تنهرن غريبا حـــــــــال غربته                     
          فالدهر ينهره بالـــــــــــذل والمحن
·       سفري بعيدُ وزادي لـــــــن يبلغني                       
          وقوتي ضعفت والمـــــوتُ يطلبني
·       وليً بقايا ذنـــــوبٍ لست أعلمــها                         
         الله يعلمها في الســــــــــــر والعلن
·       ما أحلم الله عنــــــي حيث أمهلني                        
         وقد تماديت في ذنبـــــــي ويسترني         
·       تمر ساعات أياميِ بلا نـــــــــــــدمٍ                        
        ولا بكـــــــــــــاءٍ ولا خوفٍ ولا حزنٍ
·       أنا الذي أغلق الأبواب مجتــــــهدا                       
        على المعاصي وعـــــين الله تنظُرني
·       يا ذلةًً كتبت في غفلةٍ ذهــــــــــبت                        
         يا حسرةً بقيت في القلب تحــــرقني 
·       دعني أنوح علـــــى نفسي وأندبها                      
        وأقطـــــــــــع الدهر بالتذكير والحزن  
·       دع عنك عزلي يا منْ كـتان يعزلني                    
        لو كنت تعلم ما بي كنت تعـــــــزرني
·       دعتي أسح دموعا لا انقطاع لها                       
        فهل عسى عبرةً منهــــــــا تخلصني
·       كأنني بين تلك الأهل منطرحـــــــا
       علـــــــــــــى الفراش وأيديهم تقلبني
·       وقد تجمع حولي منْ ينــوح ومنْ
       يبــــــــــــــك عليً وينعاني ويندبني
·       وقد أتوا بطيبٍ كـــــــي يعالجني
      ولم أر الطـــــــــب هذا اليوم ينفعني
·       واشتد نزعي وصار الموت يجذبها
       من كل عــــــــــرقٍ بلا رفقٍ ولا هون
·       واستخرج الروح مني في تغرغر ها
       وصــــــار ريقي مريرا حين غرغرتي
·       وغمضوني وراح الكل وانصرفوا
         بعد الإياس وجـــدوا في شر الكفن
·       وقام منْ كان حبُ الناس في عجلٍ
       نحــــــــــــو المغسل يأتيني يغسلنـي
·       وقال يا قـــــــــوم نبغ غاسلا حذقا
       حــــــــــــــــرا أديبا أريبا عارفا فطن
·       فجاءني رجلٌ منــــــــــهم فجردني
         مـــــــــــن الثياب واعراني وأفردني
·       وأودعونـــي على الألواح منطرحا
        وصــــــار فوقي خرير الماء ينظفني
·       وأسكــــــــب الماء فوقي وغسلني
         غســـــــلا ثلاثا ونادى القوم بالكفن
·       وألبسوني ثيابا لا كمام لـــــــــــها
        وصــار زادي حنوطي حين حنطني
·       وأخرجوني من الدنيا فوا أسفـــــاه
          علــــــــــــــى رحيلٍ بلا زاد يبلغني
·       وحملوني علـــــــى الأكتاف أربعةٌ
          مــــن الرجال وخلفي منْ يشيعني
·       وقدموني إلى المحراب وانصرفوا
         خلــــــــف الإمام فصلى ثم ودعني
·       صلوا عليً صــــلاةً لا ركوع لها
         ولا سجود لعــــــــــل الله يرحمني
·       وأنزلوني في قبري على مهــــلٍ
         وقدموا واحـــــــــدا منهم يلحدني
·       وكشف الثوب عن وجهي لينظرني
          وأسكــــب الدمع من عينيه أغرقني
·       فقام محترمـــــــــا بالحزم مشتملا
         وصــــــفف اللبن من فوقي وفارقني
·       وقال: هلوا عليه الترب واغتنمــوا
         أجــر الثواب من الرحمن ذي المنن
·       فـــــــي ظلمة القبر لا أم هناك ولا
         أب شــــــــــــفيق ولا أخ يؤنسنــي
·       وهالني صورة في العين إذا نظـــر
        ت من هول مطلع ما قد كان أفزعني
·       من منكر ونكير مـــــــــا أقول لهم
          قد هالني أمـــــــرهم جدا فأدهشني
·       وأقعدوني وجدوا في مساءلتي
          مالي سواك إلهي منْ يخلصني
·       تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا
         وصار وزري على ظهري فأثقلني
·       واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي
         وحكمته على الأمـــــوال والسكن
·       وصيرت ولدي عـــــبدا ليخدمها
وصـــــار مالي لهم حلا بلا ثمن
·       فـــــــــــلا تغرنك الدنيا وزينتها
        وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن
·       وانظر إلى منْ حوى الدنيا بأجمعها
هــل راح منها بغير الحنط والكفن
·       خذ القناعة من دنياك وارض بها
           لو لم يكن منه إلا راحة البدن
·       يا زارع الخير تحصد بعده ثمرا
         يا زارع الشر موقوفا على الوهن
·       يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي
فعـــــلا جميلا لعل الله يرحمنـي
·       يا نفس ويحك ثوبي واعملي حسنا
        عسى تجازين بعد الموت بالحسن
·       ثم الصلاة على المختار سيـــدنا
        ما وقع البرق في شـــام وفي يمن
·       والحمــــد لله ممسينا ومصبحنا
         بالعفو والجود والإحسان والمنن