الثلاثاء، 23 يوليو 2013

المسلم ورفقاء الدنيا



المسلم ورفقاء الدنيا




كان لملك في قديم الزمان أربع زوجات وكانت علاقاته متفاوتة وليست
على وتيرة واحدة مع تلك الزوجات.......
فكان يحب الزوجة الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما في وسعه لإرضائها .......
أما الزوجة الثالثة:فكان يحبها لكنه كان دائما يشعر بانها تريد تركه والرزواج من غيره.......
أما الزوجة الثانية: فكانت الملجأ الذي يلجأ إليه عند الشدائد، وكانت دائما تستمع إليه وتتواجد عند الضيق….
أما الزوجة الأولى: فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها مع أنها كانت تحبه كثيرا وكان لها دور كبير في الحفاظ على مملكته 
مرض الملك يوما وشعر باقتراب أجله ففكر وقال في نفسه :
أنا الآن لدي أربع زوجات ولا أريد أن أذهب إلى القبر وحيدا، فأراد أن يعرف مقدار حب زوجاته الأربع له، ومنْ منهن ترغب في أن تؤنسه وحدته في قبره
فسأل زوجته الرابعة قائلا:
أحببتك أكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل رغباتك وطلباتك فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟
فقالت:  مستحيل وانصرفت فورا دون ان تُبدي أي تعاطف مع الملك.
فأحضر زوجته الثالثة وقال لها : أحببتك طيلة حياتي فهل ترافقيني في قبري ؟
فقالت: بالطبع لا الحياة جميلة وعند موتك سأذهب وأتزوج من غيرك
فأحضرالزوجة الثانية وقال لها :كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق وطالما ضحيت من أجلي وساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟
فقالت :سامحني لا أستطيع تلبية طلبك ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك.
حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات، وإذا بصوت يأتي من بعيد
ويقول :أنا أرافقك في قبركأنا سأكون معك أينما تذهب..

فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى
وهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة بسبب إهمال زوجها لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته
وقال :كان ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به من زوجاتي الأربعة
في الحقيقة إخواني وبني جلدتي
أن زوجات الملك الأربع هن زوجات لكل فرد منا:
فالزوجة الرابعة هي الجسد:
فمهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت
أما الزوجة الثالثة فهي: الاموال والممتلكات:  عند موتنا ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين
أما الزوجة الثانية فهي: الاهل والاصدقاء:
فمهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا للقبور عند موتنا
أما الزوجة الأولى فهي العمل الصالح : الذي ننشغل عن تغذيته والاعتناء به على حساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن اعمالنا هي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا.
يا ترى إذا تمثل عملنا لنا اليوم على هيئة إنسان :كيف سيكون شكله وهيئته ؟؟؟…هزيل ضعيف مهمل ؟ أم قوي مدرب معتنى به ؟ 

إذا كان الملك لم تكن له فرصة لتعديل أوضاعه واهتماماته مع زوجاته الأربع؟! فهل لازل أمامنا فرصة؟ أم  سنُضيثعها؟! أسأل الله لي ولكم الهداية وحسن الخاتمة.

الأحد، 21 يوليو 2013

الحكماء والسعادة


الحكماء والسعادة




سئل أحد الحكماء يوما: كيف تتحقق السعادة فى الحياه ؟
قال الحكيم: سوف ترون الآن,ودعاهم إلى وليمة وجلسوا إلى المائدة، ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة
حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا , فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض وقاموا من المائدة جائعين
قال الحكيم:
والآن انظروا, وأمسك بالملعقة وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ،و جعل كل منهم يمد بملعقته لمن بجانبه وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله
وقف الحكيم وقال :
منْ يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومنْ يفكر أن يشبع أخاه سيشبع الإثنان معا
فمنْ يعطي هو الرابح دوما لا منْ يأخذ سعادتك فى الحياة لن تتحقق الا باسعاد من حولك!!
ملك الصين قديما:
جاء في حكم و قصص الصين القديمة أن ملكا أراد أن يكافئ أحد مواطنيه فقال له: امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيرا على قدميك ..
فرح الرجل وشرع يزرع الأرض مسرعا ومهرولا في جنون .. سار مسافة طويلة فتعب وفكر أن يعود للملك ليمنحه المساحة التي قطعها ..ولكنه غير رأيه وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد .. سار مسافات أطول وأطول وفكر في أن يعود للملك مكتفيا بما وصل إليه .. لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل علي المزيد والمزيد .. ظل الرجل يسير ويسير ولم يعد أبداً .. فقد ضل طريقه وضاع في الحياة .. ويقال إنه وقع صريعا من جراء الإنهاك الشديد .. فلم يمتلك شيئا ولم يشعر بالاكتفاء والسعادة، لأنه لم يعرف حد الكــفاية أو ( القناعة ).
النجاح الكافي
صيحة أطلقها لوراناش وهوارد ستيفنسون يحذران فيها من النجاح الزائف المراوغ الذي يفترس عمر الإنسان فيظل متعطشا للمزيد دون أن يشعر بالارتواء ..
منْ يستطيع أن يقول لا في الوقت المناسب ويقاوم الشهرة والأضواء والثروة والجاه والسلطان ؟
لا سقف للطموحات في هذه الدنيا .. فعليك أن تختار ما يكفيك منها ثم تقول نكتفي بهذا القدر .. 
الطموح مصيدة
تتصور إنك تصطاده .. فإذا بك أنت الصيد الثمين .. إن كنت لا تصدق ؟! إليك هذه القصة
ذهب صديقان يصطادان الأسماك فاصطاد أحدهما سمكة كبيرة، فوضعها في حقيبته ونهض لينصرف ..
فسأله الآخر : إلي أين تذهب ؟! 
فأجابه الصديق : إلي البيت لقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني ..
فرد الرجل : انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي ..
فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟! ..
فرد الرجل : عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها..
فسأله صديقه : ولماذا أفعل هذا ؟ ..
قال له: كي تحصل علي المزيد من المال ..
فسأله صديقه : ولماذا أفعل ذلك ؟ ..
فرد الرجل : يمكنك أن تدخره وتزيد من رصيدك في البنك .
فسأله : ولماذا أفعل ذلك ؟ ..
فرد الرجل : لكي تصبح ثريا ..
فسأله الصديق : وماذا سأفعل بالثراء؟! ..
فرد الرجل تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك
فقال له الصديق العاقل:
هذا هو بالضبط ما أفعله الآن ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر.. رجل عاقل .. أليس كذلك !!
سر السعادة:
يقولون المستقبل من نصيب أصحاب الأسئلة الصعبة .. ولكن الإنسان كما يقول فنس بوسنت أصبح في هذا العالم مثل النملة التي تركب علي ظهر الفيل .. تتجه شرقا بينما هو يتجه غربا ..
فيصبح من المستحيل أن تصل إلى ما تريد .. لماذا ؟ .
لأن عقل الإنسان الواعي يفكر بألفين فقط من الخلايا .. أما عقله الباطن فيفكر بأربعة ملايين خلية وهكذا يعيش الإنسان معركتين .. معركة مع نفسه ومع العالم المتغير المتوحش .. ولا يستطيع أن يصل إلي سر السعادة أبدا.
يحكى أن أحد التجار أرسل ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى أحكم رجل في العالم .. مشي الفتى أربعين يوما حتى وصل إلى قصر جميل علي قمة جبل .. وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه .. وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيرا من الناس .. انتظر الشاب ساعتين لحين دوره ..
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشاب
ثم قال له : الوقت لا يتسع الآن وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين .. وأضاف الحكيم وهو يقدم للفتى ملعقة صغيرة فيها نقطتين من الزيت :
امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك، وحاذر أن ينسكب منها الزيت
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتاً عينيه على الملعقة ..
ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟ .. الحديقة الجميلة ؟ .. وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي ؟ .. ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم ير شيئا .. فقد كان همه الأول ألا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ..
فقال الحكيم : ارجع وتعرف على معالم القصر .. فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه ..
عاد الفتى يتجول في القصر منتبها إلي الروائع الفنية المعلقة على الجدران .. شاهد الحديقة والزهور الجميلة .. وعندما رجع إلي الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى ..
 فسأله الحكيم : ولكن أين قطرتي الزيت اللتان عهدت بهما إليك ؟ ..
 نظر الفتى إلى الملعقة فلاحظ أنهما انسكبتا
 فقال له الحكيم:        
 تلك هي النصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك
 سر السعادة: هو أن ترى روائع الدنيا وتستمتع بها دون أن تسكب أبدا قطرتي الزيت.
فهم الفتى مغزى القصة فالسعادة هي حاصل ضرب التوازن بين الأشياء
وقطرتا الزيت هما الستر والصحة .. فهما التوليفة الناجحة ضد التعاسة.
يقول إدوارد دي بونو
أفضل تعريف للتعاسة هو أنها تمثل الفجوة بين قدراتنا وتوقعاتنا أننا نعيش في هذه الحياة بعقلية السنجاب
فالسناجب تفتقر إلى القدرة على التنظيم رغم نشاطها وحيويتها فهي تقضي عمرها في قطف وتخزين ثمار البندق بكميات أكبر بكثير من قدر حاجته.
فإلى متى نبقى نجري لاهثين نجمع ونجمع ولا نكتفي ولا نضع سقف لطموحاتنا يتناسب مع قدراتنا؟؟
إن نملك أروع النِعم ، فهي قريبة هنا في أيدينا، نستطيع معها أن نعيش أجمل اللحظات مع أحبابنا ومع الكون من حولنا ؟؟ (1)
http://www.elebda3.com/sub506 (1)

السبت، 13 يوليو 2013

الراعي والرعية



الراعي والرعية



في أحدى الليالي كان سيدنا عمر بن الخطاب يدور حول المدينة ليتفقد أحوال الرعية , فرأى خيمة لم يرها من قبل، فأقبل نحوها متسائلا ما خبرها فسمع انينا يصدر من الخيمة فازداد همّه.. ثم نادى فخرج منها رجل:
فقال: من أنت ؟!
فقال : انا رجل من احد القرى من البادية وقد اصابتنا الحاجة فجئت انا و اهلي نطلب رفد عمر ..فقد علمنا ان عمر يرفد ويراعي الرعية .
فقال عمر : وما هذا الانين؟!
قال : هذه زوجتي تتوجع من ألم الولاده.
فقال : وهل عندكم منْ يتولى رعايتها وتوليدها؟!
قال : لا .. انا وهي فقط .
فقال عمر : وهل عندك نفقة لإطعامها؟!
قال : لا.
قال عمر : انتظر انا سآتي لك بالنفقة ومنْ يولدها.
وذهب سيدنا عمر الى بيته وكانت فيه زوجته سيدتنا ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب
فنادى : يا ابنة الاكرمين ..هل لك في خير ساقه الله لك؟
فقالت : وما ذاك؟
قال : هناك مسكينة فقيرة تتألم من الولادة في طرف المدينة.
فقالت : هل تريد ان اتولى ذلك بنفسي؟
فقال: قومي يا ابنة الاكرمين واعدي ما تحتاجه المرأة للولادة .
وقام هو يأخذ طعام و لوازم الطبخ وحمله على رأسه وذهبا.
وصلا الى الخيمة ودخلت ام كلثوم لتتولى عملية الولادة وجلس سيدنا عمر مع الرجل خارج الخيمة ليعد لهم الطعام.
خرجت ام كلثوم من الخيمة تنادي:
يا أمير المؤمنين اخبر الرجل ان الله قد اكرمه بولد وان زوجته بخير
عندما سمع الرجل منها (يا امير المؤمنين) تراجع الى الخلف مندهشا فلم يكن يعلم ان هذا عمر بن الخطاب
فضحك سيدنا عمر وقال له : أقرب. . أقرب.. نعم انا عمر بن الخطاب والتي ولدت زوجتك هي ام كلثوم ابنة علي بن ابي طالب.
فخرّ الرجل باكيا وهو يقول : آل بيت النبوة يولدون زوجتي؟ وامير المؤمنين يطبخ لي ولزوجتي؟
فقال عمر: خذ هذا وسآتيك بالنفقة ما بقيت عندنا.

الخميس، 11 يوليو 2013

صدق الوعد


صدق الوعد




في عهد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -  جاء ثلاثة أشخاص ممسكين بشاب، وقالوا يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا.
قال عمر بن الخطاب: لماذا قتلته؟
قال الرجل : إني راعى ابل وماعز.. وأحد جمالي أكل شجره من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات فأمسكت نفس الحجر وضربت أبوهم به فمات
قال عمر بن الخطاب : إذا سأقيم عليك الحد
قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام، فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير، فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي
فقال عمر بن الخطاب: ومن يضمنك؟!
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال هذا الرجل
فقال عمر بن الخطاب : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل؟!
فقال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين
فقال عمر بن الخطاب : إنك لا تعرفه وأن هرب أقمت عليك الحد؟!
فقال أبو ذر أنا أضمنه يا أمير المؤمنين
ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقله على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله، وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد!
فاستغرب عمر بن الخطاب وقال : ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟!
فقال الرجل : خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس؟!
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟!
فقال أبو ذر : خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من الناس؟!
فتأثر أولاد القتيل
فقالوا لقد عفونا عنه
فقال عمر بن الخطاب : لماذا ؟!
فقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من الناس؟!

الاثنين، 8 يوليو 2013

افعل الخير دائما واترك الأمر لله


افعل الخير دائما واترك الأمر لله






حُكى عن الإمام  الشافعي – رضي الله عنه - إنه كان جالس وسط تلاميذه
فجاءته جارية وقالت له :
يا إمام , أزاني بالليل خطيب بالنهار ؟ !
يعنى ( بتزنى معايا بالليل، وبتخطب في الناس الصبح )
فنظر تلاميذ الشافعي له منتظرين إجابته ونفى هذه  التهمة.
فنظر الشافعي للجارية وقال لها: يا جارية , كم حسابك ؟!
فثار تلامذة الشافعي , منهم من صاح ومنهم من قام ليمشى.
فقال لهم الشافعي: فلتعتبروني مثل التمر ,, كلوا منه الطيب وارموا النواة.
فلم يعجب التلاميذ بهذا ،ووسط هذا اللغط جاء رجل مسرعاً يقول : يا جارية إن بيتك يحترق وبداخله أبنائك ,, فجرى كل من كان موجوداً باتجاه المنزل بما فيهم الشافعي، وحين وصلوا دخل الشافعي مسرعاً وأنقذ الأطفال.
فقالت الجارية منكسرة :
إن اليهود هم منْ سلطوني لأفعل هذا حتى تهتز صورتك وسط تلاميذك
فنظر التلاميذ متسائلين للشافعي عن عدم نفى التهمة عن نفسه.
فقال الشافعي :
لو كنت نفيت التهمة كنتم ستقتسمون لفريقين , فريق لن يصدقني ويستمر في تكذيبي، وفريق يصدقني ولكن يشك في صدقي فأحببت أن أفوض أمري كله لله.
 

ضريح الإمام الشافعي في القاهرة





الأحد، 7 يوليو 2013

عاقبة الستر



عاقبة الستر



رأى إمام المسجد أن شخص ما من الناس من أهل الجنه ولم يكن هذا الشخص ذا زيادة في العمل
 أمسك الامام ذلك الشخص وقال له: رأيت في المنام أنك من أهل الجنه فماذا تعمل ؟! فرفض الشخص إخباره
 لكن مع إصرار إمام المسجد وافق الشخص على إخباره لكن بشرط ان لا يذكر اسمه وانه لن يقول هذه القصة إلا للفائدة فقط يرجو بها عفو الله
ثم قال للإمام: تزوجت وأخذت عروستي فإذا بها حامل في الشهر الثاني أو الثالث طبعا من شخص آخر فسترت عليها وأخفيتها عن أهلي وأهلها لكي لا يعرفوا من أمرها شيئا فتفتضح المسكينة فمنعت أن يزورها أو أن تزور أحد حتى جاءت ساعة الوضع فأحضرت لها
امرأة لتساعدها في الوضع ثم اخذت الطفل ووضعته عند باب المسجد وكانت الساعه حينها الثالثة،أو الثانية فجرا وعندما أذن الفجر خرجت الى المسجد وإذا بالناس ملتمين على الطفل وعرفت منهم الخبر فقلت للناس انا أكفل هذا الطفل اليتيم وأشهد عليه الناس وآخذه إلى البيت وبعد خروج زوجته من النفاس أحضر شيخ وشهود من غير مدينته وعقد له قرآنه من زوجته من جديد.
ثم قال: وهي الآن زوجتي وأم عيالي ولا أحد يعرف بهذا الشيء من سنوات عديدة، ولو واحد غيره حدث معه ذلك لفضحها وجعل سيرتها على كل لسان.
يقول الدكتور/ عمر عبد الكافي:
عدم ستر المسلم، وفضحه بين الناس بما رآه من زلاته وعيوبه، والإنسان عندما يرى على أخيه عيباً من العيوب، وجب عليه الستر؛ لأنه لو سمع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رويَ عن أي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يستر عبدٌ عبداًً في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة"" ( 1).
وفي الحديث من طريق عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن   ستر مسلما  ستره الله يوم القيامة" (2).  

فالمسلم بطبيعته كما نحفظ من الحديث جميعاً: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره الشريف ثلاثاً" ثلاث مرات، "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"( 3) هكذا روى الإمام مسلم في صحيحه.
فستر المسلم، و ستر عيوبه، وستر ما يقبح من أخلاقه ولا يراه أحد إلا قليل من الناس وجب عليك أن تستره، فهذا من شيم أهل الإيمان، ووجوب الستر على أهل المعاصي من المسلمين من الواجبات الشرعية، والأخلاق الإيمانية التي يجب أن يتحلى بها أهل الإيمان.

 إن الله تعالى يقول: ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)، فالمسلم لا يحب أبداً أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
فالتسّرع في إلقاء التهم، وإلصاقها بالناس، حتى وإن رأى بعينيه عورة لأخيه، فما عليه إلا أن يكون كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم: " لو سترته بثوبك لكان خيراً لك" (4).  لماذا ؟ لأن الإنسان عندما يستر مسلماً فهو يعينه على العودة إلى رحاب الله مرة أخرى،  يعينه على التوبة إلى الله توبةً خالصةً نصوحة.
و الشيطان يمكث للإنسان بالمرصاد، فربما لو رأى العبد أن أمره قد افتضح، يعني: السر الذي كان لا يراه أحد افتضح أمام العامة، عندئذ ربماٍ يستمرئ المعصية، أو يقول: هكذا يقال عني كذا وكذا، أو تقول المرأة: يقال عني كذا وكذا، عندئذ قد يعتاد المعصية ويألفها، وقد لا يبالي، ويتبخر الحياء، ويضيع من عنده، عندئذٍ لا يكون الإنسان عوناً مع الشيطان على أخيه، فتتبع العورات سبيل لإفساد صاحب العورة، والله سبحانه وتعالى نهانا عن التجسس؛ فقال تعالى: ( وَلا تَجَسَّسُوا ) (الحجرات: من الآية12).
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم" (5).
فهذه امرأة تشك في زوجها في سلوك ما، فلا يجب عليها أبداً أن تتابعه، أو تتقصى أخباره، أو أن تتحرى هاتفه مثلاً، وترى الأرقام المسجلة عليه، والأرقام التي تتصل به لتصل إلى قناعة معينة بما في ذهنها، أو بما شكت فيه؛ لأن الإنسان إذا تجسس سوف يعود عليه هذا التجسس بشيء يؤذيه، سوف يضره، وسوف لا يقنع بل ولن يرضى عن الطرف الآخر الذي يتعامل معه لكن:
ليس الغبي بسيد في قومه          بل إن سيد قومه يتغابا
وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفضي الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيّروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله" (6).
المصادر:
1 )-  أخرجه مسلم في"صحيحه" (4/2002) رقم (2590).
2 )-  أخرجه البخاري في"صحيحه"(2/862) رقم (2310)، ومسلم في"صحيحه" (4/1996) رقم (2580).
3 )- رواه مسلم في "صحيحه" (4/1986) رقم (2564) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
4)- صحيح، رواه أهل السنن والحاكم والبزار وغيرهم، وهو في قصة رجم ماعز الأسلمي، رضي الله عنه، وهو من رواية صحابي دعى "هزال" ليس له سوى هذا الحديث، وقواه الحافظ ابن حجر في"فتح الباري" (12/125) ، وقال أبو عمر بن عبد البر، رحمه الله، في"التمهيد" (23/125) :" يستند من وجوه صحاح".
5)- قال النووي في "رياض الصالحين" :"باب النهي عن التجسس:"حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح" ، وقال صاحب "زوائد الأدب المفرد" رقم (88):"صحيح لغيره من حديث معاوية".
6 )-  صحيح أخرجه أحمد في"المسند" (4/420)، وأبو داود (4/270) رقم (4880)، والروياني في"المسند" (2/336) رقم (1312)،وأبو يعلى في"المسند" (13/419) رقم (7423) من حديث أبي برزة الأسلمي، رضي الله عنه، وله شواهد عديدة من حديث البراء، وابن عمر، رضي الله عنهم