الأحد، 25 مايو 2014

صبر أيـُّوب - عليه السلام -

صبر أيـُّوب - عليه السلام -



أيوب - عليه السلام -:أتاه الله سبعة من البنين , و مثلهم من البنات، وآتاهُ الله المال , والأصحاب. وأراد الله أن يبتليه ليكون إختباراً له , و قُدوَة لغيرهِ من الناس في الصبر.!
فخَسِرَ تجارته , و مات أولاده , و إبتلاه الله بمرض شديد حتى أُقعِدَ , و نَفرَ الناس منهُ حتى رموه خارج مدينتهم خوفاً من مرضه .
ولم يبقى معه إلاَّ زوجته تخدمه حتى وصل بها الحال إلى أن تعمل عند الناس لتجد ماتسد به حاجتها و حاجة زوجها!
واستمر أيوب في البلاء  ثمانية عشر عاماً.. و هو صابر و لا يشتكي لأحد حتى زوجته .. و لما وصل بهم الحال إلى ماوصل ..
قالت له زوجته يوماً:لو دعوت الله ليُفَـرِّج عَنك؟!
فقال لها: كم لبثنا بالرخاء؟!
قالت: ثمانين سنة!
قال: إني أستحي من الله لأني مامكثت في بلائي المدة التي لبثتها في رخائي!
فعندها يَأسَت و غضبت و قالت: إلى متى هذا البلاء.؟!
فغضب و أقسم أن يضربها مائة سوط إن شفاه الله.! كيف تعترضين على قضاء الله.؟!
وبعد أيام:
خاف الناس أن تَنقِل لهم عدوى زوجها، فلم تَعُد تجد مَنْ تعمل لديه فقصَّت بعض شعرها وباعت ضفيرتها، لكي تآكل هي و زوجها.!
و سألها: من أين لكي هذا ؟! فلم تُجبهُ.!
و في اليوم التالي باعت ضفيرتها الأخرى.!
و تعجَّب منها زوجها و ألح عليها .. فكشفت عن رأسها.!
فنادى ربه نداء تأن لهُ القلوب،إستحَى مَن الله أن يطلبه الشفاء , و أن يرفع عنه البلاء . . !!
فقال كما جاء في القرآن الكريم:
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } فجاء الأمر مِمَّن بيدهِ الأمر . .
{ أركُض برجلك هذا مُغتَسل بَاردٌ و شراب }
فقام صحيحاً , و رجعت له صحته كما كانت ..
فجأت زوجته ولم تعرفه
فقالت:هل رأيت المريض الذي كان هنا.؟! فوالله مارأيتُ رجُلاً أشبه به إلاَّ أنت عندما كان صحيحاً.!
فقال لها: أما عرفتني.؟!
فقالت: مَنْ أنت.؟!
قال: أنا أيـُّوب.!
يقول ابن عباس رضي الله عنه:
لم يُكرمه الله هو فقط .. بل أكرم زوجته أيضاً التي صبرت معه أثناء هذا الإبتلاء .. فرجعها الله شابة و ولدت لأيوب عليه السلام ستة و عشرون ولد و بنت .. و يقال ستة وعشرون ولد من غير الإناث.!
يقول الله سبحانه وتعالى:
" واتيناه أهله و مثلهم معهم"
وقد روي أنه مكث في البلاء مدة طويلة ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه له، كان يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم واللّه لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه اللّه فيكشف ما به، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل، حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب عليه السلام: ما أدري ما تقول غير أن اللّه عزَّ وجلَّ يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران اللّه، فارجع إلى بيتي فأكفّر عنهما كراهية أن يذكرا اللّه إلا في حق ""رواه ابن أبي حاتم عن أنَس بن مالك مرفوعاً وفي رفعه نظر، كما قال ابن كثير: رفع هذا غريب جداً"".
قال ابن عباس: ورد عليه ماله عياناً ومثلهم معهم، وقال وهب بن منبه: أوحى اللّه إلى أيوب: قد رردت عليك أهلك ومالك ومثلهم معهم، فاغتسل بهذا الماء، فإن فيه شفاءك، وقرب عن صحابتك قرباناً واستغفر لهم فإنهم قد عصوني فيك، وعن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (لما عافى اللّه أيوب أمطر عليه جراداً من ذهب، فجعل يأخذ منه بيده ويجعله في ثوبه قال: فقيل له: يا أيوب أما تشبع؟ قال: يا رب ومنْ يشبع من رحمتك) ""أصل هذا الحديث في الصحيحين"".
و كان قد أقسم بأن يضرب زوجته مائة سوط،فرفِقَ الله بزوجته و أمره أن يضربها بعصى من القَش.!
كلما فَـاضَ حِمْلُكَ، وثقُلت عليك الهموم تَذكَّر صبر أيـُّوب - عليه السلام - و أعلم  أن صبرك نقطة من بحر أيوب.
سُبحانك ربي:

اللَّهُمَّ ارزقنا الصبر عند الإبتلاء، ولا تحملنا من البلاء بما لا نطيق إنك ولي ذلك والقادر عليه.

الخميس، 22 مايو 2014

كثرة اللُّقَم تطرد النِّقَم.

كثرة اللُّقَم تطرد النِّقَم.




يحكى أن امرأةً رأت في الرؤيا أثناء نومها أنَّ رجلاً من أقاربها قد لدغته أفعى سامة فقتلته ومات على الفور ، وقد أفزعتها هذه الرؤيا وأخافتها جداً ، وفي صبيحة اليوم التالي توجهت إلى بيت ذلك الرجل وقصّت عليه رؤياها وعَبَّرَت له عن مخاوفها ، وطلبت منه أن ينتبه لما يدور حوله ، ويأخذ لنفسه الحيطة والحذر .
فنذر الرجلُ على نفسه أن يذبح كبشين كبيرين من الضأن نذراً لوجه الله تعالى عسى أن ينقذه ويكتب له السلامة من هذه الرؤيا المفزعة.
وهكذا فعل ، ففي مساء ذلك اليوم ذبح رأسين كبيرين من الضأن ، ودعا أقاربه والناس المجاورين له ، وقدم لهم عشاءً دسماً ، ووزَّعَ باقي اللحم حتى لم يبقَ منه إلا ساقاً واحدة .
وكان صاحب البيت لم يذق طعم الأكل ولا اللحم ، بسبب القلق الذي يساوره ويملأ نفسه ، والهموم التي تنغّص عليه عيشه وتقضّ مضجعه ، فهو وإن كان يبتسم ويبشّ في وجوه الحاضرين ، إلا أنه كان يعيش في دوامة من القلق والخوف من المجهول .
لَفَّ الرجلُ الساقَ في رغيفٍ من الخبز ورفعها نحو فمه ليأكل منها ، ولكنه تذكّر عجوزاً من جيرانه لا تستطيع القدوم بسبب ضعفها وهرمها ، فلام نفسه قائلاً : لقد نسيت تلك العجوز وستكون الساق من نصيبها.
فذهب إليها بنفسه وقدّم لها تلك الساق واعتذر لها لأنه لم يبقَ عنده شيء من اللحم غير هذه القطعة. سُرَّت المرأةُ العجوز بذلك وأكلت اللحم ورمت عظمة الساق.
وفي ساعات الليل جاءت حيّة تدبّ على رائحة اللحم والزَّفَر ، وأخذت تُقَضْقِضُ ما تبقى من الدهنيات وبقايا اللحم عن تلك العظمة ، فدخل شَنْكَل عظم الساق في حلقها ولم تستطع الحيّة التخلّص منه ، فأخذت ترفع رأسها وتخبط العظمة على الأرض وتجرّ نفسها إلى الوراء وتزحف محاولة تخليص نفسها ، ولكنها عبثاً حاولت ذلـك ، فلم تُجْدِ محاولاتها شيئاً ولم تستطع تخليص نفسها .

وفي ساعات الصباح الباكر سمع أبناء الرجل المذكور حركة وخَبْطاً وراء بيتهم فأخبروا أباهم بذلك ، وعندما خرج ليستجلي حقيقة الأمر وجد الحيّة على تلك الحال وقد التصقت عظمة الساق في فكِّها وأوصلها زحفها إلى بيته ، فقتلها وحمد الله على خلاصه ونجاته منها ، وأخبر أهله بالحادثة فتحدث الناس بالقصة زمناً ، وانتشر خبرها في كلّ مكان ، وهم يرددون المثل القائل : كثرة اللُّقَم تطرد النِّقَم.

أي كثرة التصدق بالطعام تدفع عنك البلايا. عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وافشئ السلام وصلى بالليل والناس نيام