العدل أساس الملك



العدل أساس الملك 

قال تعالى:
 (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) . (النحل/90) "
فتح المسلمون سمرقند عام 93هـ = 117 م ، و لم يجد أهلها إلا الجيش قد خالطهم ، و احتلّ أرضهم و هم غافلون. اعترض أهل سمرقند ، و قالوا لأمير الجيش : لقد دخلتم أرضنا دون أن تعلمونا لكي نتجهّز لحربكم ، و بذلك قد خالفتم شريعتكم فيجب أن تنسحبوا كما دخلتم
و اختلف الفريقان الغالب و المغلوب ، و لم يقنع أحدهما الآخر .. ثم اتفقوا أن يعلنوا هدنة يرسلون خلالها من سمرقند إلى دمشق رسولاً إلى عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين يسألونه ما يفعلون ...! غاب الرسول شهرين في سفره بالذهاب و العودة ، و رجع يحمل رسالة عمر إلى قائد الجيش يأمره أن يعيّن القاضي (عبد الله بن جُميع) ليحكم بين الفريقين. و حكم القاضي على المسلمين أن ينسحبوا من المدينة ، و أن يعوّضوا على السمرقنديين .. و كان ذلك أغرب حكم في التاريخ .

و بدأ جيش المسلمين بالانسحاب فوراً.. فوقف السمرقنديون في وجوههم و قالوا : رضينا بكم بعد أن خالطناكم ، فرأينا حسن الخلق و استقامة المعاملة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق