كان هناك وزير لأحد الأمراء يسلم دائما لقضاء الله ويقول قضاء الله خير، وفى يوم من الأيام ذهب مع الأمير في أحد رحلات الصيد وإذا بالأمير يقطع إصبعه في هذه الرحلة فقال له الوزير: قضاء الله خير.
فقال الأمير: وما هو الخير في قطع إصبعي ؟ فقال الوزير: قضاء الله خير. فأمر الأمير أن يسجن هذا الوزير، فسجنوه
وفى رحلة أخرى للصيد خرج الأمير، ومعه بعض رجاله، فخرج عليه بعض القبائل، الذين يعبدون الوثن فأخذوهم، وأقتادوهم إلى القبيلة.
وحبوا أن يقدموا لذلك الوثن هدية فما وجدوا أفضل من الأمير لكى يقدموه وعندما أرادوا أن يقدموه للوثن وجدوا إصبعه مقطوع
فقالوا كيف نقدمه للوثن وبه عيب ؟ فردوه فرجع الأمير فرحاً مهلالاً مسروراً أنه على قيد الحياة،فحكى ذلك للوزير.
فقال له الوزير: هذا حصل لكى تعلم أن قضاء الله خير في كل الأوقات والأحداث فقال الأمير: صدقت.
فقال له الوزير: لو لم تحبسنى لقدومنى إلى هذا الوثن بدل منك ،فحبسي أنقذني من الموت، فهذا هو قضاء الله، وقطع أصبعك أنقذك من الموت، وهذا قضاء الله .. فقضاء الله خير في السراء والضراء
فهذا حال المؤمن: إذا إصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن إصابته ضراء شكر فكان خيرا له.
ومصداق لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
)عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له))(109)( رواه مسلم(
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق