الثلاثاء، 23 يوليو 2013

المسلم ورفقاء الدنيا



المسلم ورفقاء الدنيا




كان لملك في قديم الزمان أربع زوجات وكانت علاقاته متفاوتة وليست
على وتيرة واحدة مع تلك الزوجات.......
فكان يحب الزوجة الرابعة حبا جنونيا ويعمل كل ما في وسعه لإرضائها .......
أما الزوجة الثالثة:فكان يحبها لكنه كان دائما يشعر بانها تريد تركه والرزواج من غيره.......
أما الزوجة الثانية: فكانت الملجأ الذي يلجأ إليه عند الشدائد، وكانت دائما تستمع إليه وتتواجد عند الضيق….
أما الزوجة الأولى: فكان يهملها ولا يرعاها ولا يؤتيها حقها مع أنها كانت تحبه كثيرا وكان لها دور كبير في الحفاظ على مملكته 
مرض الملك يوما وشعر باقتراب أجله ففكر وقال في نفسه :
أنا الآن لدي أربع زوجات ولا أريد أن أذهب إلى القبر وحيدا، فأراد أن يعرف مقدار حب زوجاته الأربع له، ومنْ منهن ترغب في أن تؤنسه وحدته في قبره
فسأل زوجته الرابعة قائلا:
أحببتك أكثر من باقي زوجاتي ولبيت كل رغباتك وطلباتك فهل ترضين أن تأتي معي لتؤنسيني في قبري ؟
فقالت:  مستحيل وانصرفت فورا دون ان تُبدي أي تعاطف مع الملك.
فأحضر زوجته الثالثة وقال لها : أحببتك طيلة حياتي فهل ترافقيني في قبري ؟
فقالت: بالطبع لا الحياة جميلة وعند موتك سأذهب وأتزوج من غيرك
فأحضرالزوجة الثانية وقال لها :كنت دائما ألجأ إليك عند الضيق وطالما ضحيت من أجلي وساعدتيني فهلا ترافقيني في قبري ؟
فقالت :سامحني لا أستطيع تلبية طلبك ولكن أكثر ما أستطيع فعله هو أن أوصلك إلى قبرك.
حزن الملك حزنا شديدا على جحود هؤلاء الزوجات، وإذا بصوت يأتي من بعيد
ويقول :أنا أرافقك في قبركأنا سأكون معك أينما تذهب..

فنظر الملك فإذا بزوجته الأولى
وهي في حالة هزيلة ضعيفة مريضة بسبب إهمال زوجها لها فندم الملك على سوء رعايته لها في حياته
وقال :كان ينبغي لي أن أعتني بك أكثر من الباقين ولو عاد بي الزمان لكنت أنت أكثر من أهتم به من زوجاتي الأربعة
في الحقيقة إخواني وبني جلدتي
أن زوجات الملك الأربع هن زوجات لكل فرد منا:
فالزوجة الرابعة هي الجسد:
فمهما اعتنينا بأجسادنا وأشبعنا شهواتنا فستتركنا الأجساد فورا عند الموت
أما الزوجة الثالثة فهي: الاموال والممتلكات:  عند موتنا ستتركنا وتذهب لأشخاص آخرين
أما الزوجة الثانية فهي: الاهل والاصدقاء:
فمهما بلغت تضحياتهم لنا في حياتنا فلا نتوقع منهم أكثر من إيصالنا للقبور عند موتنا
أما الزوجة الأولى فهي العمل الصالح : الذي ننشغل عن تغذيته والاعتناء به على حساب شهواتنا وأموالنا وأصدقائنا مع أن اعمالنا هي الوحيدة التي ستكون معنا في قبورنا.
يا ترى إذا تمثل عملنا لنا اليوم على هيئة إنسان :كيف سيكون شكله وهيئته ؟؟؟…هزيل ضعيف مهمل ؟ أم قوي مدرب معتنى به ؟ 

إذا كان الملك لم تكن له فرصة لتعديل أوضاعه واهتماماته مع زوجاته الأربع؟! فهل لازل أمامنا فرصة؟ أم  سنُضيثعها؟! أسأل الله لي ولكم الهداية وحسن الخاتمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق