الثلاثاء، 21 يناير 2014

بل الرفيق الأعلى. بل الرفيق الأعلى

بل الرفيق الأعلى. بل الرفيق الأعلى



قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا [سورة المائدة: 3].
فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية..
فقالوا له: ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آية نزلت علي الرسول- صلى الله عليه وسلم -
فقال : هذا نعي رسول الله . - صلى الله عليه وسلم -
وقبل الوفاة بـتسعة أيام نزلت آخر آية من القرآن
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) [سورة البقرة - الآية 281]
ثم بدأ الوجع يظهر علي الرسول- صلى الله عليه وسلم -
فقال : أريد أن أزور شهداء أُحد
فذهب إلي شهداء أُحد ووقف علي قبور الشهداء
وقال: السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون، وإني إنشاء الله بكم لاحق .
وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟!
قال: ( اشتقت إلي إخواني )
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟!
قال : لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني.
(اللهم أنا نسألك أن نكون منهم )
ثم عاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقبل الوفاة بـثلاثة أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة.
فقال: ( اجمعوا زوجاتي )
فجمعت الزوجات.
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟ !
فقلن: نأذن لك يا رسول الله.
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي - صلى الله عليه وسلم - وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلي حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مره ..
فبدأ الصحابة في السؤال بهلع :ماذا أحل برسول الله- صلى الله عليه وسلم -؟! ماذا أحل برسول الله- صلى الله عليه وسلم -.؟!
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.وبدأ العرق يتصبب من النبي- صلى الله عليه وسلم - بغزاره
فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل؟!.
فتقول: كنت آخذ بيد النبي- صلى الله عليه وسلم - وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي - صلى الله عليه وسلم -أكرم وأطيب من يدي.
وتقول : فأسمعه يقول لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات.
فتقول السيدة عائشة : فكثر اللغط ( أي الحديث ) في المسجد إشفاقا علي الرسول - صلى الله عليه وسلم -
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم - : ما هذا ؟!
فقالوا : يا رسول الله ، يخافون عليك .
فقال - صلى الله عليه وسلم -:  احملوني إليهم.
فأراد أن يقوم فما استطاع
فصبوا عليه سبع قرب من الماء حتى يفيق . فحمل النبي- صلى الله عليه وسلم - وصعد إلي المنبر.. فكانت آخر خطبه لرسول الله و آخر كلمات له:
فقال النبي: أيها الناس، كأنكم تخافون علي.
فقالوا : نعم يا رسول الله .
فقال : ( أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشي عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم ) .
ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاة ، الله الله في الصلاة. (بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاة)
ثم قال : ( أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرا )
ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله ، فاختار ما عند الله )
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة ، وكان يقصد نفسه، وكان سيدنا أبوبكر – رضي الله عنه -  هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة ، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه ، ووقف وقاطع النبي- صلى الله عليه وسلم -
وقال : فديناك بآبائنا ، فديناك بأمهاتنا ، فديناك بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ، فديناك بأموالنا،وظل يرددها ..
فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يُقاطع النبي- صلى الله عليه وسلم -.. فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم -  يدافع عن أبو بكر
قائلا : ( أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل ، كل الأبواب إلي المسجد تُسد إلا باب أبوبكر لا يُسد أبدا )
وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول - صلى الله عليه وسلم -بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كآخر دعوات لهم
فقال- صلى الله عليه وسلم - ( آواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ...
وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمة من علي منبره قبل نزوله
قال أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل منْ تبعني من أمتي إلي يوم القيامة ) .
وحمل مرة أخري إلي بيته. وهو هناك دخل عليه عبد الرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي - صلى الله عليه وسلم -ينظر إلي السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه. ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي- صلى الله عليه وسلم -، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي- صلى الله عليه وسلم -، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي - صلى الله عليه وسلم -وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي- صلى الله عليه وسلم - مره أخري حتى يكون طريا عليه
فقالت : كان آخر شيء دخل جوف النبي- صلى الله عليه وسلم - هو ريقي ، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي - صلى الله عليه وسلم -قبل أن يموت .
تقول السيدة عائشة : ثم دخلت فاطمة بنت النبي- صلى الله عليه وسلم - ، فلما دخلت بكت ، لأن النبي- صلى الله عليه وسلم - لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه ..
فقال النبي- صلى الله عليه وسلم -: ( أدنو مني يا فاطمة )
فحدثها النبي - صلى الله عليه وسلم -في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت
قال لها النبي- صلى الله عليه وسلم -: ( أدنو مني يا فاطمة )
فحدثها مره أخري في أذنها ، فضحكت .....
بعد وفاته سُئلت ماذا قال لك النبي- صلى الله عليه وسلم -
فقالت : قال لي في المرة الأولي : ( يا فاطمة ، إني ميت الليلة ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال : ( يا فاطمة ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .
تقول السيدة عائشة : ثم قال النبي- صلى الله عليه وسلم - : ( أخرجوا من عندي في البيت ) وقال : ( أدنو مني يا عائشة )
فنام النبي علي صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء ، ويقول : ( بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى ) ...
تقول السيدة عائشة: فعرفت أنه يُخير.
دخل سيدنا جبريل علي النبي- صلى الله عليه وسلم -
وقال : يا رسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن علي أحد من قبلك ..
فقال النبي : ( ائذن له يا جبريل )
فدخل ملك الموت علي النبي- صلى الله عليه وسلم -
وقال : السلام عليك يا رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي : ( بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )
وقف ملك الموت عند رأس النبي- صلى الله عليه وسلم -
وقال : أيتها الروح الطيبة ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلي رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ...
تقول السيدة عائشة: فسقطت يد النبي- صلى الله عليه وسلم - وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ، مات رسول الله- صلى الله عليه وسلم - .
تقول: فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمني ويسري وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول منْ قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ويقتل منْ قال أنه قد مات.
أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم -واحتضنه وقال : وآآآ خليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي- صلى الله عليه وسلم -
وقال: طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله. - صلى الله عليه وسلم -
ثم خرج يقول : منْ كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ قول الحق – تبارك وتعالى – {و َمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }
فيسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، ويقول: فعرفت أنه قد مات... ويقول: فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي....ودفن النبي- صلى الله عليه وسلم -
والسيدة فاطمة تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي .... ووقفت تنعي النبي - صلى الله عليه وسلم -
وتقول: يا أبتاه ، أجاب ربا دعاه ، يا أبتاه ، جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه ، إلي جبريل ننعاه .

تُري، هل ستترك حياتك كما هي بعد وصايا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لك في آخر كلمات له ؟!

هناك تعليقان (2):

  1. وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول - صلى الله عليه وسلم -بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كآخر دعوات لهم
    فقال- صلى الله عليه وسلم - ( آواكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ...
    وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمة من علي منبره قبل نزوله
    قال أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل منْ تبعني من أمتي إلي يوم القيامة )
    - See more at: http://mrx555.blogspot.com/2014/01/blog-post_21.html#sthash.uAp4hg7H.dpuf

    ردحذف
  2. قبل وفاة الرسول كانت حجة الوداع، وبعدها نزل قول الله عز وجل:
    ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾ [سورة المائدة: 3].
    فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية..
    فقالوا له: ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آية نزلت علي الرسول- صلى الله عليه وسلم -
    فقال : هذا نعي رسول الله . - صلى الله عليه وسلم -
    - See more at: http://mrx555.blogspot.com/2014/01/blog-post_21.html#.UuCeO9KEZYw

    ردحذف