الإباحية الجنسية
كنا قد طرحنا سؤالا عن الإباحية الجنسية من خلال نظرية فرويد وهل هي على
صواب ؟! أم على خطأ ؟!
يقول فرويد عالم النفس اليهودي:
إن عدم إشباع الشهوات والغرائز، يؤدي إلى الكبت والمرض النفسي، والضعف لدى
الإنسان، فالإنسان لا يحقق ذاته بغير الإشباع الجنسي، وكل قيد من دين أو أخلاق أو مجتمع
أو تقاليد هو قيد باطل، ومدمر لطاقة الإنسان، وهو كبت غير مشروع.
وبعيدا عن الحلال والحرام سنتعرض تلك السموم التي بثها فرويد، وما تجلبه من
ضرر على الإنسان، فلقد أثبتت الشواهد اليومية كذب وافتراء ذلك اليهودي.
فطغيان الشهوة، أو استبداد الطاقة الجنسية بجسد ما، ينعكس على الكيان بجميع
أجزاءه، حيث يسترخي الذهن، وتضعف الذاكرة، وتخبو إشراقة النفس، ويتلاشى الوجدان،
وتتعطل الطاقات، أو بمعنى أدق تُسخر كل طاقات الجسد لخدمة شعار الشهوة الجنسية، الأمر
الذي ينتهي بتلاشي الجسد واضحملال تلك الطاقات.
ويؤكد هنري ميلر:
أن خير وسيلة للحفاظ على أجسادنا من المرض، هو امتناعنا عن طلب اللذة
الجنسية قبل الزواج، هذا بخلاف إن الاستسلام لكل فرصة سانحة للفعل الجنسي، يفقدنا
إرادتنا وشخصيتنا المبنية على قوة إرادتنا، إن امتناعنا عن الاستسلام للغرائز قد
يبدو صعبا لأول وهلة، ولكن متى اعتدنا عليه أصبح الأمر سهلا.
هذا فضلا عن أن منْ يندفع خلف غرائزه رجلا كان أو امرأة، لا يرى الأشياء
إلا من منظار غريزي، فالشك يلازمه في كل نقاء وصفاء، وينطفئ فيه الشعور نحو كل ما
هو سام ورفيع؟، ويتحرر من تقاليد المجتمع، ثم لا يجني في النهاية إلا الملل
والفراغ.
فالمرأة التي تغرق نفسها في الشهوات خارج جدار الزوجية، فإنها تنهك جسدها
وعاطفتها، ولا تجد ما تقدمه لزوجها في المستقبل إلا أشلاء أو أطلال امرأة، فالإغراق
في الشهوات، وإشباع الغرائز يضعف الأجساد فهو بمثابة السوس الذي ينخر في العظم،
فلا يقوى على درأ الخطر عن نفسه.
هذا بخلاف حقيقة ثابتة وهي أن الطاقة الجنسية سواء عند الفتي أو الفتاة طاقة غير متجددة بل طاقة متناقصة أي تتناقص قوتها كلما أنفقناها.
بمعنى أن المبيضين في المرأة مثلا ينتجان كميات محددة من البويضات طوال عمر
المرأة، وكل بويضة تنتج تستهلك معها جزء من طاقة المرأة ومن قوة بنيانها، وهذا ما
يفسر حالة الوهن التي تصيب كل فتاة أو امرأة تنغمس في الشهوات، وقلة بل وضعف
المناعة في جسدها في مقاومة أي مرض، كما إن درجة شعورها وإحساسها بالمرض تختلف عن
المرأة أو الفتاة التي لا تمارس الجنس.
هذا ولا نغفل حقيقة أثبتها العلم الحديث، وهي أن فرج المرأة ( المهبل )
حامل جيد للميكروبات والفيروسات، ومن ثمة يصبح أكبر مصدر للعدوة والأمراض الفتاكة
والتي لا علاج ناجع لها، فإذا ما مارست الفتاة الجنس مع شاب مصاب بأي مرض معدي
ينتقل المرض من عضوه الذكري إلى فرجها، ومن فرجها إلى رجل آخر، وهكذا يمثل الاتصال
الجنسي أكبر مصدر للعدوى، بل وأساس العدوى في العديد من الأمراض مثل: الإيدز،
والزهري، والسيلان، والمتدثرة، والتآليل التناسلية، والحلأ التناسلي، والتهاب
الكبد الوبائي...الخ
ومن هنا نجد الفتاة أو المرأة التي تنخرط في الجنس فضلا عن العفن والرائحة
النتنة التي تفوح من فرجها ينتهي بها الأمر إلى أحد الأمور التالية:
· البرود الجنسي، وبالتالي فقد الإحساس بكل أجزاء جسدها.
· قوة الإثارة بحيث تثار من مجرد النظرة إلى جسدها ومن ثمة تفقد البويضات
تباعا وهذا ما يؤدي إلى خلال في الجسم وبخاصة العقل، فتصدر منها تصرفات تكن في
مجملها غير لائقة مع الوسط الذي تحيى فيه، وهناك من هذه الحالات منْ وصل به الأمر
إلى الجنون من كثرة الضغط على خلايا المخ.
· الملل والفراغ والرغبة في كل جديد حتى لو كان مضرا فيبدأ معها الأمر بتجديد
أوضاع الاتصال على غير المألوف فترغب في الممارسة في الفم ثم فتحة الشرج إلى أن
ينتهي بها الأمر إلى ترك الرجال، والممارسة مع الحيوانات كالكلاب والحمير والخيول
وهنا الكارثة.
·
ومن هنا يمكن
إيجاز ما يترتب على نظرية فرويد:
§
التخريب
والتدمير الأخلاقي.
§
تفكك وتحلل
الروابط الإحتماعية.
§
انعدام الحس
وتبلد المشاعر.
§
إهدار الثروة
القومية.
§
الأسقام والعلل.
كما حذر خبير
أردني الشباب من مخاطر الوقوع في الجنس غير المشروع والإباحية؛ نظراً إلى ما يترتب
عليهما من مخاطر جمة.
فقد نقلت صحيفة
"السوسنة" الأردنية عن بيان للمدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب الخبير
في الأمراض المنقولة جنسياً والإيــدز الدكتور عبدالحميد القضــاة قوله: "في
كل عام تحدث 750 مليون إصابة بمرض جنسي، حسب منظمة الصحة العالمية، وإن جُلّ
المصابين بهذه الأمراض من المراهقين والشباب، ما بين 15 و25 سنة، ويُنفق العالم
سنوياً، حسب منظمة الصحة العالمية، مائة وخمسين مليار دولار على كل ما يخص الأمراض
المنقولة جنسياً".
وأضاف البيان:
"هذه الأمراض لا هوية لها إلاّ الزنا والشذوذ والإباحية؛ لذلك تكثرُ في بعض
المجتمعات والتجمعات السياحية، وأقل ما تكون هذه الأمراض في المجتمعات المحافظة،
التي تنظر للجنس خارج إطار الزوجية بأنه محرمٌ، وتقدسُ الإخلاص للحياة الزوجية،
وتعتبره عملاً صالحاً تتقرب به إلى الله، كما أثبتت الدراسات المختلفة من خلال
منظمة الصحة العالمية أن الشذوذ الجنسي كان أكثر أسباب الإصابة في الولايات
المتحدة الأمريكية وبريطانيا". وطالب البيان بعقد المحاضرات والملتقيات
التربوية لتوعية الشباب بهذه المشكلة.
إخواني وبني
جلدتي
لم يذكر مؤرخٌ
قط انتشار الأمراض المنقولة جنسيا إلاّ ذكر تحلل الناسِ من القيمِ العُليا،
واتجاههم نحو المادية، وندرة الفضيلة لدرجة الغياب، وتغير نظرة المجتمع للجنس،
ولهذا لا يمكن فصلُ الأخلاق عن الجنس، ولمثل هذا كان يُنادي فرويد، حيث يقول:
" إن الإنسان لا يحقق ذاته بغير الإشباع الجنسي ....وكلُ قيدٍ من دينٍ أو
أخلاقٍ أو تقاليدٍ هو قيدٌ باطلٌ ومدمر لطاقة الإنسان، وهو كبتٌ غير مشروع”، وهذا
ما أكدته بروتوكولات حكماء صهيون حيث تقول: " يجب أن نعملَ لتنهارَ الأخلاق
في كل مكان فتسهل سيطرتنا، إن فرويد منا، وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء
الشمس، لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه
الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه".
وهكذا انهارت
الأخلاق، وأثمرت جنوناً جنسياً محموماً، وثورةً جنسيةً عارمة، تؤججها الأزياء
وأدوات الزينه والتجميل والكتب الخليعة والمجلات الهابطة والأفلام الداعرة، كل ذلك
بحجة الحرية الشخصية. وزاد الطين بلة ما تنفثه بعض الفضائيات جهاراً نهاراً، وما
يختزنه الإنترنت للشباب من عجائبَ وممارسات جنسية لا تخطر على بال، حتى أنها أصبحت
بفخاخها تداهم من لا يبحث عنها، تستدرجه حتى يقع فريسة سهلة لها من حيث لا يعلم،
والدليل على ذلك أن صفحة جنسية واحدة على الشبكة استقبلت 22 مليون زائرٍ خلال عام
واحد، جلهم بين 12- 17 سنة من العمر.
ومن اجل كل هذه الأخطار التي تحيق بالزاني والزانية جاء التحريم القرآني
للزنا فقد قال تعالى:
[وَلَا
تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا] {الإسراء:32}
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق