السبت، 15 فبراير 2014

الثقة بالله

الثقة بالله
يُحكى أنه هبت عاصفة شديدة على سفينة في عرض البحر فأغرقتها..ونجا بعض الركاب..منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة.

وما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب،و يشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي به من برد الليل و حر النهار.
و ذات يوم، أخذ الرجل يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة. و لكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولها.
فأخذ يصرخ: لماذا يا رب؟! حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لي شيء في هذه الدنيا و أنا غريب في هذا المكان؟! والآن أيضاً يحترق الكوخ الذي أنام فيه؟! لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتي عليَّ؟!
وأخيرا نام الرجل من الحزن و هو جائع، و لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة في انتظاره،إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة و تنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه، فعندما صعد الرجل على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف وجدوا مكانه؟!!
فأجابوه:لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب الإنقاذ.
إخواني
إذا ساءت ظروفك فلا تخافوا،فقط ثِقوا بأنَّ الله له حكمة في كل شيءٍ يُحدثه لنا، وأن قضاؤه دائما خير، وإن بدا لنا غير ذلك ، فعلينا أن نُحسن الظن بالله، ونرضى بالقضاء والقدر، وأن نفوض أمرنا له – سبحانه وتعالى - فلقد حزن الرجل على احتراق الكوخ، في حين أن نجاته كانت في هذا الاحتراق، فثق بالله دائما ، فلولا احتراق الكوخ لما تصاعد الدخان، ولما توجه طاقم السفينة لإنقاذه، وقل: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) فقد قال – سبحانه وتعالى:﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.
جاء في كتاب المغني لابن قدامه:
وينبغي للمصاب أن يستعين بالله تعالى ، ويتعزى بعزائه ، ويمتثل أمره في الاستعانة بالصبر والصلاة ، ويتنجز ما وعد الله به الصابرين ، حيث يقول سبحانه : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }[ سورة ص: 215 ]
 وروى مسلم ، في " صحيحه " ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اؤجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها . إلا أجره الله في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها } قالت : فلما مات أبو سلمة ، قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف لي خيرا منه ، رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وليحذر أن يتكلم بشيء يحبط أجره ، ويسخط ربه ، مما يشبه التظلم والاستغاثة ، فإن الله عدل لا يجور ، وله ما أخذ وله ما أعطى ، وهو الفعال لما يريد ، فلا يدعو على نفسه ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ، لما مات أبو سلمة : { لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ; فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون } .

ويحتسب ثواب الله تعالى ويحمده ; لما روى أبو موسى ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا مات ولد العبد ، قال الله تعالى لملائكته : قبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم . فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم . فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك ، واسترجع . فيقول : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة ، وسموه بيت الحمد } . قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

هناك 3 تعليقات:

  1. وما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه و طلب من الله المعونة والمساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم.
    مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب،و يشرب من جدول مياه قريب و ينام في كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي به من برد الليل و حر النهار.
    - See more at: http://mrx555.blogspot.com/2014/02/blog-post_15.html#.UwBruNJdXpw

    ردحذف
  2. إذا ساءت ظروفك فلا تخافوا،فقط ثِقوا بأنَّ الله له حكمة في كل شيءٍ يُحدثه لنا، وأن قضاؤه دائما خير، وإن بدا لنا غير ذلك ، فعلينا أن نُحسن الظن بالله، ونرضى بالقضاء والقدر، وأن نفوض أمرنا له – سبحانه وتعالى - فلقد حزن الرجل على احتراق الكوخ، في حين أن نجاته كانت في هذا الاحتراق، فثق بالله دائما ، فلولا احتراق الكوخ لما تصاعد الدخان، ولما توجه طاقم السفينة لإنقاذه، وقل: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) فقد قال – سبحانه وتعالى:﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾.

    ردحذف
  3. إذا ساءت ظروفك فلا تخافوا،فقط ثِقوا بأنَّ الله له حكمة في كل شيءٍ يُحدثه لنا، وأن قضاؤه دائما خير، وإن بدا لنا غير ذلك ، فعلينا أن نُحسن الظن بالله، ونرضى بالقضاء والقدر، وأن نفوض أمرنا له – سبحانه وتعالى - فلقد حزن الرجل على احتراق الكوخ، في حين أن نجاته كانت في هذا الاحتراق، فثق بالله دائما ، فلولا احتراق الكوخ لما تصاعد الدخان، ولما توجه طاقم السفينة لإنقاذه، وقل: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) فقد قال – سبحانه وتعالى:﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾.
    - See more at: http://mrx555.blogspot.com/2014/02/blog-post_15.html#sthash.yUpzlV5Y.dpuf

    ردحذف