الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

النبي – صلى الله عليه وسلم – وثعلبة



النبي – صلى الله عليه وسلم – وثعلبة


لماذا مشى النبي – صلى الله عليه وسلم –  على أطراف أنامله عند دفن خادمه ثعلبه ؟!
كان ثعلبة - رضي الله عنه -  يخدم النبي – صلى الله عليه وسلم –  في جميع شؤونه ، وذات يوم بعثه رسول الله في حاجة له فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها فأخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله  – صلى الله عليه وسلم –  يُخبره بما صنع فلم يعد إلى النبي – صلى الله عليه وسلم –  حياءا منه – صلى الله عليه وسلم – 
ودخل جبالا بين مكة والمدينة ومكث فيها قرابة أربعين يوماً
فنزل جبريل على النبي– صلى الله عليه وسلم –   وقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي .
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –  لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي – رضي الله عنهما -: انطلقا فأتياني بثعلبة
ولما رجعا به قالا هو ذا يا رسول الله ؟!
فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟!
قال : ذنبي يا رسول الله
قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا ؟!
قال : بلى يا رسول الله .
قال : قل (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
قال : ذنبي أعظم!
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –  : بل كلام الله أعظم ثم أمره بالانصراف إلى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام
فقال رسول الله لأصحابه : قوموا بنا إليه ، ودخل عليه الرسول فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي – صلى الله عليه وسلم – 
فقال له : لمَ أزلت رأسك عن حجري ؟!
فقال : لأنه ملآن بالذنوب!
قال رسول الله ما تشتكي ؟!
قال : مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي .
قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم –  : ما تشتهي؟!
قال : مغفرة ربي!

فنزل جبريل فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة فأعلمه النبي بذلك ، فصاح صيحة بعدها مات على أثرها
فأمر النبي – صلى الله عليه وسلم –  بغسله وكفنه فلما صلى عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم –  جعل يمشي على أطراف أنامله


فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم –  : يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟!
قال الرسول : والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ثعلبه
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة/201]
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق