لماذا مشى النبي – صلى الله عليه وسلم – على أطراف أنامله عند دفن خادمه ثعلبه ؟!
كان ثعلبة - رضي الله عنه - يخدم النبي – صلى الله عليه وسلم – في جميع شؤونه ، وذات يوم بعثه رسول الله في
حاجة له فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها فأخذته
الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – يُخبره بما صنع فلم
يعد إلى النبي – صلى الله عليه وسلم –
حياءا منه – صلى الله عليه وسلم –
ودخل جبالا بين مكة والمدينة ومكث فيها قرابة أربعين يوماً
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –
لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي – رضي الله عنهما -: انطلقا فأتياني بثعلبة
ولما رجعا به قالا هو ذا يا رسول الله ؟!
فقال له : ما غيبك عني يا ثعلبة ؟!
قال
: ذنبي يا رسول الله
قال : أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا ؟!
قال
: بلى يا رسول الله .
قال : قل (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
قال
: ذنبي أعظم!
فقال رسول الله لأصحابه : قوموا بنا إليه ، ودخل
عليه الرسول فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر
النبي – صلى الله عليه وسلم –
فقال له : لمَ أزلت رأسك عن حجري ؟!
فقال
: لأنه ملآن بالذنوب!
قال رسول الله ما تشتكي ؟!
قال
: مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي .
قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – : ما تشتهي؟!
فنزل جبريل فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول لك لو أن عبدي
هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة فأعلمه النبي بذلك ، فصاح صيحة
بعدها مات على أثرها
فأمر النبي – صلى الله عليه وسلم –
بغسله وكفنه فلما صلى عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – جعل يمشي على أطراف أنامله
فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – : يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك ؟!
قال الرسول : والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت
أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع ثعلبه
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة/201]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق