الخميس، 12 سبتمبر 2013

عاقبة الصبر



عاقبة الصبر




إليكم قصة فتاة مسلمة صبرت واحتسبت وفوضت أمرها لله فتعالوا نرى عاقبة صبرها:
تقــــــول الفتـــــــاة تخرجت من الجامعة والتحقت بعمل ممتاز وبدأ الخُطّاب يتقدمون إلي, لكني لم أجد في أحدهم ما يدفعني للارتباط به, ثم جرفني العمل والانشغال به عن كل شيء آخر حتى بلغت سن الرابعة والثلاثين وبدأت أعاني من تأخر سن الزواج.
وفى يوم تقدم لخطبتي شاب من العائلة وكان أكبر مني بعامين وكانت ظروفه المادية صعبة ولكني رضيت به على هذا الحال .. وبدأنا نُعد إلى عقد القران وطلب منى صورة البطاقة الشخصية حتى يتم العقد فأعطيتها له وبعدها بيومين وجدت والدته تتصل بي وتطلب مني أن أقابلها في أسرع وقت، وذهبت إليها وإذا بها تخرج صورة بطاقتي الشخصية وتسألني هل تاريخ ميلادي في البطاقة صحيح؟! 
فقلت لها: نعم
فقالت: إذن أنتي قربتي على الأربعين من عمرك؟
فقلت لها: أنا في الرابعة والثلاثين.
قالت: الأمر لا يختلف فأنتي قد تعديتي الثلاثين وقد قلت فرص إنجابك وأنا أريد أن أرى أحفادي ولم تهدأ إلا وقد فسخت الخطبة بيني وبين ابنها.
ومرت عليا ستة أشهر عصيبة قررت بعدها أن اذهب إلى عمرة لأغسل حزني وهمي في بيت الله الحرام وذهبت إلى البيت العتيق وجلست ابكي وأدعو الله أن يهيئ لي من أمري رشدا وبعد أن انتهيت من الصلاة وجدت امرأة تقرأ القرآن بصوت جميل وسمعتها تردد الآية الكريمة (وكان فضل الله عليك عظيما) فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة, فجذبتنى هذه السيدة إليها وأخذت تردد عليّ قول الله تعالى ( ولسوف يعطيك ربك فترضي ) .. 
والله كأني لأول مرة اسمعها في حياتي فهدأت نفسي وانتهت مراسم العمرة وقررت الرجوع إلى بلدي وجلست في الطائرة بجوار شاب ووصلت الطائرة إلى المطار ونزلت منها لأجد زوج صديقتي في صالة الانتظار وسألناه عما جاء به للمطار فأجابني بأنه في انتظار صديق عائد علي نفس الطائرة التي جئت بها. ولم تمض لحظات إلا وجاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه جاري في مقاعد الطائرة , ثم غادرت المكان بصحبة والدي وما أن وصلت إلي البيت وبدلت ملابسي واسترحت بعض الوقت حتى وجدت صديقتي تتصل بي وتقول لي إن صديق زوجها معجب بي بشدة ويرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة لأن خير البر عاجله وخفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة .. واستشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي فشجعني علي زيارة صديقتي لعل الله جاعل لي فرجا. وزرت صديقتي .. ولم تمض أيام أخري حتى كان قد تقدم لي .. ولم يمض شهر ونصف الشهر بعد هذا اللقاء حتى كنا قد تزوجنا وقلبي يخفق بالأمل و السعادة وبدأت حياتي الزوجية متفائلة وسعيدة وجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب وحنان وكرم وبر بأهله وأهلي, غير أن الشهور مضت ولم تظهر علي أية علامات الحمل, وشعرت بالقلق خاصة أني كنت قد تجاوزت السادسة والثلاثين وطلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل والفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب … 
وذهبنا إلي طبيبه كبيره لأمراض النساء وطلبت مني إجراء بعض التحاليل, وجاء موعد تسلم نتيجة أول تحليل منها ففوجئت بها تقول لي إنه لا داعي لإجراء بقيتها لأنه مبروك يا مدام..أنتي حامل ! ومضت بقية شهور الحمل في سلام وإن كنت قد عانيت معاناة زائدة بسب كبر سني, وحرصت خلال الحمل علي ألا أعرف نوع الجنين لأن كل ما يأتيني به ربي خير وفضل منه, وكلما شكوت لطبيبتي من إحساسي بكبر حجم بطني عن المعتاد فسرته لي بأنه يرجع إلي تأخري في الحمل إلي سن السادسة والثلاثين.
ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة وتمت الولادة وبعد أن أفقت دخلت عليّ الطبيبة وسألتني مبتسمة عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبتها بأني تمنيت من الله مولودا فقط ولا يهمني نوعه.. ففوجئت بها تقول لي: إذن ما رأيك في أن يكون لديك الحسن والحسين وفاطمة !
ولم أفهم شيئا وسألتها عما تقصده بذلك فإذا بها تقول لي وهي تطالبني بالهدوء والتحكم في أعصابي إن الله سبحانه وتعالي قد منَّ علي بثلاثة أطفال, وكأن الله سبحانه وتعالي قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة رحمة منه سبحانه بي لكبر سني, وأنها كانت تعلم منذ فترة بأني حامل في توأم لكنها لم تشأ أن تبلغني بذلك لكي لا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل ويزداد خوفي فبكيت وقلت حقا صدق ربي ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُكَ فَتَرْضى ) قال الحق سبحانه وتعالى ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48) سورة الطورَ
(1) هذا المحتوى من - ايجى برس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق