الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

الراعي والرعية والبطانة



الراعي والرعية والبطانة



يحكي أن ابن احد الملوك كان خارج مع معلمة العجوز يمشيان بين الحقول ليستفسر منه الأمير عن أسرار الطبيعة
ويتعلم سر قوة الوحوش بالغابة، وأثناء ذلك شاهد الأمير حذاء قديماً تحت احد الأشجار.
فسأل معلمه: فقال له انه لرجل فقير يعمل في احد الحقول القريبة للملكة وسينهي عمله بعد قليل.
التفت الأمير إلى معلمة.
وقال : هيا بنا نمازح هذا العامل بأن نقوم بتخبئة حذاءه ،ونختبئ وراء الشجيرات وعندما يأتي ليلبسه وسيجده مفقوداً ونرى دهشته وحيرته،وماذا سيفعل؟! اعتقد سوف نجد الكثير من المرح
فأجابه المعلم الجليل : يا مولاي يجب أن لا نسلي أنفسنا على حساب الفقراء ، ولكن أنت غني ويمكن أن تجلب لنفسك مزيداً من السعادة والتي تعني شيئا لذلك الفقير بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذاءه ونختبئ نحن ونشاهد مدى تأثير ذلك عليه.
أعجب الأمير بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك العامل ثم اختبأ هو ومعلمه خلف الشجيرات ليريا ردة فعل ذلك العامل الفقير. وبالفعل بعد دقائق معدودة جاء العامل الفقير رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعة وقد أنهكه التعب ليأخذ حذاءه .
تفاجأ العامل الفقير عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا بداخل الحذاء وعندما أراد إخراج ذلك الشيء وجده نقودا وقام بفعل نفس الشيء عندما لبس حذاءه الأخر ووجد نقودا فيه، نظر ملياً إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم.
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحدا حوله، وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يخاطب ربه : أشكرك يا رب، علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز ، لقد أنقذتني وأولادي من الهلاك واستمر
يبكي طويلا ناظراً إلى السماء شاكراً لهذه المنحة من الله تعالى.
تأثر الأمير كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع، عندها 
قال الشيخ الجليل : ألست الآن أكثر سعادة يا مولاي من لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء؟.
أيها الأمير إن في هذه ألمملكه فقراء كثيرين قد يجعلك الله سبب لهم فتذكر دائما أن السعادة تكون دائما في أن تكون عون الناس فمن كان في عون الناس كان الله في عونه يوم القيامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق