الخميس، 14 نوفمبر 2013

الملك والوزراء الثلاثة

الملك والوزراء الثلاثة



في يوم من الأيام أستدعى الملك وزراءه الثلاثة وطلب منهم أمر غريب، فقد طلب من كل وزير أن يأخذ كيس ويذهب إلى بستان القصر وأن يملئ هذا الكيس للملك من مختلف طيبات الثمار والزروع.
كما طلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة و أن لا يسندوها إلى أحد آخر استغرب الوزراء من طلب الملك و أخذ كل واحد منهم كيسة وأنطلق إلى البستان:
فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملئ الكيس.
أما الوزير الثاني فقد كان مقتنع بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنة لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل و إهمال فلم يتحرى الطيب من الفاسد حتى ملئ الكيس بالثمار كيفما اتفق.
أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك يسوف يهتم بمحتوى الكيس أصلا فملئ الكيس بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار.
وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها فلما أجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة ويسجنوهم على حدة كل واحد منهم مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر، في سجن بعيد لا يصل أليهم فيه أحد كان, وأن يمنع عنهم الأكل والشرب.
فأما الوزير الأول فقد أكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى أنقضت الأشهر الثلاثة.
وأما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها. أما الوزير الثالث فقد مات جوع قبل أن ينقضي الشهر الأول
وهكذا أسأل نفسك من أي نوع أنت؟!
فأنت الآن في بستان الدنيا لك الحرية في أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة؟!
ولكن غدا عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك ، في ذلك السجن الضيق المظلم وحيدا ؟!
ماذا تعتقد سوف ينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا؟!

هيا بنا الآن نقف مع أنفسنا لنقرر ماذا سنفعل غداً في سجننا؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق