الأحد، 17 نوفمبر 2013

امرأة ميتة تلد ابنها في قبرها

امرأة ميتة تلد ابنها في قبرها 




روى انه جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، وكان الرجل معه ابنه ، وليس هناك فرق مابين الابن وأبيه ، فتعجب عمر قائلا : والله ما رأيت مثل اليوم عجبا ، ما أشبه أحد أحدا أنت وابنك إلا كما أشبه الغراب الغراب ( والعرب تضرب في أمثالها أن الغراب كثير الشبه بقرينه )
فقال له : يا أمير المؤمنين كيف ولو عرفت أن أمه ولدته وهي ميتة ؟!
فغيّر عمر من جلسته ، وبدّل من حالته ، وكان - رضي الله عنه وأرضاه - يحب غرائب الأخبار.
 قال : أخبرني.
 قال : يا أمير المؤمنين كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملا به ، فعزمتُ على السفر فمنعتني ، فلما وصلت ُ إلى الباب ألحتْ عليّ ألا اذهب.
قالت : كيف تتركني وأنا حامل؟!
 ُفوضعت ُ يدي على بطنها وقلت اللهم إنني أستودعك غلامي هذا ، ومضيت ، ( وتأمل بقدر الله لم يقل : وأستودعك أمه )
وخرجت ومضيت ، وقضيت في سفري ما شاء الله لي أن أمضي وأقضي ، ثم عدتُ ، ولما عدت فإذا بالباب مقفل ، وإذا بأبناء عمومتي يحيطون بي ويخبرونني أن زوجتي قد ماتت.
فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون.
فأخذوني ليطعموني عشاء أعدوه لي، فبينما أنا على العشاء فإذ بدخان يخرج من المقابر.
فقلت: ما هذا الدخان ؟!
قالوا : هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم منذ أن دفناها !!
فقال الرجل : والله إنني لمن أعلم خلق الله بها ، كانت صوامة قوامة عفيفة، لا تقر منكرا ، وتأمر بالمعروف ، ولا يخزيها الله أبدا.
فقام وتوجه إلى المقبرة ، وتبعه أبناء عمومته.
قال: فلما وصلت إليها يا أمير المؤمنين أخذت أحفر حتى وصلت إليها ، فإذا هي ميتة جالسة ، وابنها هذا الذي معي حي عند قدميها.
وإذا بمنادي : ( يا منْ استودعت الله وديعة ؛ خذ وديعتك !!)
وقال العلماء ولو أنه أستودع الله - جل وعلا زوجته- لوجدها كما استودعها ، ولكن ليمضي قدر الله لم يُجر الله على لسانه أن يودعها )

ما أعظم الله وهو الذي قال ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين )  ألا ينبغي علينا الآن أن نستودع الله كل غالي ونوكل إليه كل أمر أهمنا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق